كوادرنا إلى أين؟!
طروحات كثيرة ومتكررة ومطالبات لا نزال نسمع بها في كل مناسبة حول ترميم النقص الحاصل في الكوادر التعليمية والتدريسية في الجامعات ودعم الإيفاد الخارجي وغيرها من أمور مطلبية ملحة.
ما يلاحظ فعلاً هو النقص الحاد في أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات وقد يكون السفر إلى الخارج أحد أهم الأسباب، أو ربما غياب المحفزات التي تستقطبهم، حتى إن الكوادر الموجودة حالياً تتجه إلى التدريس في الجامعات الخاصة إضافة إلى عملها في الجامعات الحكومية لأسباب لم تعد خافية على أحد، أهمها تحسين الوضع المادي ورفده بمصدر رزق آخر للإيفاء ببعض مستلزمات أسرها المعيشية.
وهذا بدوره قد يؤدي بالنتيجة إلى تأثر العملية التعليمية في الجامعات الحكومية بشكل مباشر ولاسيما مع كثرة أعداد الطلبة المستجدين في كل عام لجميع الكليات، علماً أنه منذ سنوات لم تجرِ مسابقة لترميم هذا النقص بالكوادر التدريسية في الجامعات.
وما ينطبق على القطاع التدريسي في الجامعات ينطبق على العديد من المؤسسات الأخرى من نقص في الكوادر ولاسيما الإنتاجية التي تعاني من غياب خبرات الصف الأول لتوجههم إلى السفر أو العمل في القطاع الخاص أيضاً، أو ربما بسبب سياسات ممهنجة من بعض الإدارات التي لا تعتمد سياسة الشخص المناسب في المكان المناسب.
ما أثير من أخبار مؤخراً حول قرب الإعلان عن مسابقة مركزية تكون شاملة لجميع الوزارات يدفع للتفاؤل ربما بالإسهام في معالجة مشكلة نقص الكوادر في معظم المؤسسات ولكنه يحتم على الجهات المعنية التركيز فعلاً على القطاعات التي هي بأمسّ الحاجة للكوادر وعلى الفئات الأكثر فاعلية لا أن يتم حشو بعض المؤسسات بأعداد تكون عبئاً مالياً وإدارياً عليها، بينما تبقى المؤسسات تفتقد الخبرات والعناصر المؤهلة والكفوءة، وأيضاً يحتم السعي لتقديم المحفزات والتشجيع جذباً للكوادر بدل أن يكون همها الأكبر التوجه إلى القطاع الخاص أو السفر.. فهل نعمل على ملاحظة ذلك أم نترك شبابنا وكوادرنا يتطلعون إلى تحقيق أحلامهم بعيداً عن القطاع العام أو خارج الحدود؟!.