نسور قاسيون والغيابات أمام إيران
ترك التعادل الإيجابي الذي كان بطعم الخسارة بين منتخبنا الوطني الأول للرجال بكرة القدم ونظيره العراقي في ختام منافسات مرحلة الذهاب من دور المجموعات المؤهل لكأس العالم في قطر 2022 الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء والمستوى وحتى ما يجري في الكواليس وكادر المنتخب الذي لا يريد أن ينتشر ذلك للإعلام والجمهور على حدٍّ سواء.
فمن اختيار التشكيلة التي انتقاها المدرب نزار محروس التي أثارت الجدل حول إشراك لاعبين بدل آخرين مع عدم الثبات على التوليفة النهائية بعيداً عن حالة الانسجام التي لم تتوافر بين عناصر المنتخب إلى مشكلة مغادرة اللاعب محمد عثمان بعثة المنتخب في قطر والعودة إلى العاصمة الهولندية أمستردام نتيجة عدم اختياره من قبل المحروس ضمن التشكيل الأساسي أو الزج به في حالة الضرورة في الشوط الثاني وإبقائه في دكة البدلاء في مباراة العراق، هذا من جانب ومن جانب آخر المحروس سيجد نفسه أمام خيارات قليلة جداً أمام إيران بعد التأكيد على غياب عمر خريبين الذي تعرض لإصابة هو الآخر وما «يزيد الطين بلة» مغادرة إياز عثمان إلى اليونان لاستكمال علاجه بعد الإصابة التي قد تعرض لها أمام العراق، كذلك الأمر إضافة إلى مغادرة اللاعب إسراء حموية لحرمانه من المشاركة أمام إيران بسبب نيله إنذارين، وأحمد الصالح المتناسي إصابته وتركيزه فقط على التفكير في شريكة العمر كلها ضربات موجعة في جسم المنتخب, وعلى المحروس إيجاد البديل من أجل الخروج بنتيجة إيجابية ربما تبقي الأمل موجوداً بالحصول على نصف بطاقة العبور الثالثة للحلم الذي ينتظره السوريون جميعهم. بعد هذا العرض نتساءل هل يستطيع منتخبنا تجاوز المنتخب الإيراني متصدر المجموعة, والذي ضمن إلى حدٍّ كبير إحدى البطاقتين المؤهلتين لمونديال قطر بشكل مباشر من دون التفكير بمباراة ملحق؟.
وبشكل صريح وشفاف لماذا التخبط الذي تعيشه كرتنا, ولاسيما في الآونة الأخيرة؟.
فهل الخطأ كامن في من يستلم رئاسة الاتحاد أم بالمدرب أم باللاعب نفسه؟ أم بالمحسوبيات والواسطة من أجل إتمام عملية السياحة والسفر والتغني بالمناظر الخلابة في البلدان التي تتم زيارتها؟ أمور يجب أن توضع في الحسبان؟.
الهوة والفجوة أصبحتا واسعتين بين الجمهور الكبير العاشق والمساند وبين النسور، لمن يمكن ردمهما بتحقيق الفوز على إيران الذي سيكون الفرصة الأخيرة للبقاء على الأمل في التأهل, وغير ذلك لن تكون الأمور كما يرام وسنبقى نتغنى بالحلم الذي سيطول تحقيقه كثيراً.