ليس غريباً على زعماء الكيان الصهيوني الإجرامي أن يتحدثوا عن التأسيس الثاني لكيانهم الدخيل على المنطقة، مستخدمين أبشع وسائل الإجرام والوحشية بحق البشر والحجر وكل ما هو على الأرض ساكناً، أو متحركاً.
هكذا أسسوا كيانهم العنصري أول مره قبل أكثر من 70 عاماً متكئين على عصابات «الأرغون وشتيرن والهاغانا» حين انتشرت هذه العصابات على الأرض الفلسطينية وارتكبت المجازر تلوَ المجازر لإشاعة الخوف والرعب بين الناس الأبرياء، من سكان القرى والبلدات والمدن الفلسطينية لدفعهم إلى الهجرة والمغادرة، ولإفراغ الأرض من أصحابها والحلول محلهم.
لقد نجحوا في تلك الفترة عندما كانوا عصابات متفرقة في تهجير الملايين وتحويلهم إلى لاجئين في شتى أصقاع المعمورة ونجحوا في الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم وتغيير أسمائها وأشكالها، ولكنهم لم ينجحوا في محوِّ الذاكرة للجيل الأول من اللاجئين، وللأجيال اللاحقة من أبنائه، بأن لهم قرى ومدناً وبلدات، أسماؤها عربية ورائحتها عربية وترابها عربي فلسطيني.
اليوم في التأسيس الثاني لكيان الصهيوني المجرم الذي أطلقه مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وعصابته توحدت العصابات الصهيونية الثلاث في عصابة واحدة مستخدمة أسلوب القتل والدمار والتهجير نفسه ، ولكن بشكل أفظع وبوسائل أكثر دماراً وهولاً، وبدعم فاضح من أنظمة دول غربية أكثر وقاحة وأشد إنكاراً للحق وتأييداً للباطل.
إذا كانت عصابات الإجرام والقتل قد نجحت فيما مضى من الزمن في تهجير سكان فلسطين من قراهم ومدنهم على أمل العودة بعد وقت قصير، فإن هذه العصابات الموحدة اليوم في الكيان الصهيوني بزعامة نتنياهو، لن تنجح في تهجير فلسطيني واحد من أرضه، فإمّا أن يعيش فوق أرضه وإما أن يموتَ في باطنها، ولكنه لن يغادرها أبداً، لقد تعلّموا الدرس جيداً وربما تنقلب الوقائع فيغادر الدخيل ويعود الأصيل وهذا ليس مستحيلاً ما دامت هناك مقاومة تقدِّم أعزّ وأرفع ما لديها شهداء على طريق النصر.
هيثم صالح
36 المشاركات