لقطات
1
كثيرة هي الصور التي ترفق على صفحات «الفيسبوك» تظهر الفارق بين ما كنا وما آل إليه حالنا في الكثير من مظاهر الحياة، وفي مقدمتها حال النساء في الدراسة بالجامعات، أو صور بعض الفرق الرياضية للنساء والإشارة إلى إنجازاتها، وصور تُظِهر كيف كانت أحوال الناس وأحوال المكان، كل تلك الصور تنشد الماضي وذكرياته لعدم وجود الحاضر وأمانه ولانعدام آفاق المستقبل، ولا نزال نتباهى بالماضي من دون محاولة تسليط الضوء على ما هو إيجابي في الحاضر مهما صغر قبسه، ما يدخل نشر تلك الصور في حقل جلد الذات من دون أي تحليل للأسباب التي قضت على ما هو زاهٍ يتغنون به، وما يثبت أيضاً أن الصورة التي يتباهون بها وأننا في عصرها لا تستطيع احتلال مكانة الكلمة.!
2
يلاحظ أن الفضائيات العربية منذ أن انطلقت لا تزال تعج ببرامج تسلط الضوء فيها على معشر الممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات، منشغلة بنوع الأزياء التي يرتدونها وألوانها، واسم الطفل الذي ستنجبه هذه الممثلة أو تلك المغنية، إلى جانب الاهتمام بأعمالهم الجديدة أو التي عرضت، لكن هذه الفضائيات لا تزال أيضاً عاجزة عن الاهتمام بالكتاب وبمن ينتجه سواءً كان كتاباً أدبياً أو فكرياً أو علمياً أو فنياً، فنسبة البرامج التي اهتمت بالكتاب لا تكاد تذكر بالقياس إلى ساعات البث الفضائي التي تخصص للتفاهات!.
3
منشورات عدة تحاول تعزيز دور الأم بأنها فعلت وباعت كذا حتى استطاعت أن تعلم أولادها الذين صاروا مهندسين وأطباء ومحامين إلى آخره، وهو دور لا شك فيه عظيم، فنحن أبناء أمهاتنا وصنيعهن بالعام، أكثر مما نكون صنيعة آبائنا, وفي المقلب الآخر ثمة منشورات أخرى تعزز دور الأب بأنه هو الكل بالكل!, لكن الموضوعية تقول: إنه يسقط في التفاهة من يكتب تلك المنشورات ويحاول تكريس فحواها؛ فالأسرة هي ثمرة تعاون وتشارك بين الأم والأب، مهما تعاظم دور أحد الطرفين، لأن ما يهمنا هو الحب الذي يمنحه الأب بمقدار ما تمنحه الأم لأطفالها فمن دونه لن يكونوا أسوياء، وأي خلل بنسبة عطاء أحدهما يظل جرحاً في ذاتهم مهما كبروا ونجحوا وحققوا من طموحات وأحلام.