دوامة كروية

لاشك في أن أداء منتخبنا الكروي متواضع ومستواه هابط ولا عذر ولا معذرة للمشرفين عليه، وكان يمكن أن يظهر بمستوى أفضل أمام المنتخب العراقي بوجود اللاعبين المحترفين الذين يمثلون الأغلبية في منتخبنا، و الذي لا يمكن أن نقتنع به هو لماذا يلعبون في أنديتهم الاحترافية بشكل رائع ويسجلون الأهداف ويتربعون على قائمة الهدافين في الدوريات التي يلعبون فيها ، بينما مع المنتخب تجدهم “لا حول لهم ولا قوة” وكأنهم مبتدئون بلا خبرة ، أليس هذا سراً لا يمكن حله إلا من قبل المسؤولين عن المنتخب.. فهل المشكلة بالمدرب. . أم باللاعبين .. أم بالاثنين معاً؟
لسنا هنا بصدد تقييم الأداء وإلقاء اللوم على هذه الجهة أو تلك، فالجميع يتحمل مسؤولية ما وصل إليه منتخبنا الكروي الذي يصرف عليه الملايين دون جدوى، و من المال العام وخزينة الدولة ومن ميزانيتها المعتمدة التي كان من الأفضل أن تعتمد لدعم أبواب أخرى للميزانية كدعم الراتب المعاشي بدلاً من صرفها على كرتنا المتهالكة التي تسبب الألم لكل شرائح المجتمع من دون استثناء .
أسئلة كثيرة يتم تداولها حالياً في الشارع الكروي مفادها ماذا لو استمر الأداء المتواضع لمنتخبنا أمام المنتخب الإيراني في مباراته القادمة بعد غدٍ الثلاثاء وخرج بخسارة جديدة .. أليس من المنطق أن يكون هناك إجراء قاس وشديد بحق من حرم جمهورنا العريض من لحظة فرح كان ينتظرها بالتأهل إلى مونديال قطر 2022
.. وإلى متى ستنتظر جماهيرنا لتحقيق الحلم بوجود منتخب كروي قوي قادر على تحقيق حلمها.. أليس من المنطق أن يتخذ المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام قراره بوقف النشاط الكروي والمبادرة لاعتماد خطة عمل سريعة لبناء منتخباتنا من القواعد واعتماد المواهب الصغيرة في مراكز تدريبية تخصصية حتى تكون لدينا بالفعل منتخبات قوية قادرة على تحقيق الفوز في الاستحقاقات القادمة.. وإلى متى ستظل كرتنا تعيش الدوامة نفسها دون حلول ؟
أسئلة بانتظار الأجوبة الشافية من أصحاب القرار الرياضي لأن مشكلة كرتنا تكمن في التخطيط الخاطئ الذي سارت عليه إداراتها السابقة والذي أوصلها إلى طريق مسدود لا يمكن الخروج منه إلا إذا تغيرت عقلية العمل واعتماد خطط علمية متطورة تساير الدول المتطورة كروياً لأن كرة القدم قبل أن تكون رياضة فهي سياسة واقتصاد ومجتمع وهي تهم كل هذه الشرائح مجتمعة، فهل سنجد من ينقذها من الفساد الذي يعشش في أروقة اتحادها من دون رقيب أوحسيب وكأن قيادتنا الرياضية نائمة في العسل لا تدري ما يحصل حولها ؟