في مركب واحد
بعد الزيارة الثانية للسيد وزير الإعلام د. بطرس الحلاق لمقر اتحاد الصحفيين وهذه المرة مصحوباً بالقيادات المهنية للمباركة للزملاء في المكتب التنفيذي الجديد، أعتقد أن هناك توجهاً عملياً لتفاعل إيجابي أكثر من السابق، ولاسيما أن خطاباً مغايراً كنا قد سمعناه قبل هذه الزيارة، حين التقى الوزير مع الكوادر الإعلامية في مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، تجاه الإعلام المقروء، لم نكن نسمع به من قبل، وأهميته ودوره في البناء وإعادة الإعمار وكشف الفساد والمفسدين.
أتفهم من المركب الواحد حسن قيادة الربان للسفينة إلى برِّ الأمان من خلال إعادة الهيبة للصحفيين في كل زمان ومكان، ومساعدتهم في الحصول على المعلومة بأيسر الطرق وأسهلها، وحث أصحاب الشأن ليكونوا عوناً لهم.
أيضاً أتفهم من المركب الواحد تجاوز وتخطي عبارة ” للتريث” التي رافقت الصحفيين تجاه أي قرار أو دراسة تخص طبيعة العمل الصحفي لديهم، مع إن التكاليف المادية المترتبة على ذلك، لا تشكل العبء المادي الكبير الذي ينعكس بشكل إيجابي على الوضع المعيشي فيما لو تحقق، وهو مطلب حق لنكون في مركب واحد.
يضاف لذلك تحسين التعويضات الخاصة بالاستكتاب لتتناسب مع الواقع المعيشي، لأن الصحفي مسكون في مهنته، وغير قادر على العمل خارجها، ولا يمكن للظروف أن تساعده على فعل غير ذلك.
المركب الواحد يعني بالنسبة لنا فريق عمل متجانساً متعاضداً متفاهاً له التجربة والخبرة، حريصاً على البناء والمساهمة في إعادة الإعمار، كل حسب دوره الذي ينبغي أن يؤديه في تصويب عمل هذه الجهة أم تلك، وفي التنبيه للأخطاء التي تحصل، بغية تعزيز الثقة بمن يبني، ليكون قدوة للآخرين في السير على النهج ذاته، والاستفادة من عمله في زيادة فعالية العمل، فالأمل بالعمل والجد والاجتهاد.
أتفهم من هذا المركب أن تعطى الفرصة الكاملة غير المنقوصة لمن يجتهد، ويعمل قصارى جهده في عمله، ليشعر أنه موضع تقدير واهتمام، يحصل على مكافأة ما يقوم به، محفزاً غيره لمزيد من الجد والتعب.
ونجاح هذا العمل نجاح للآخرين أيضاً، وإخفاقه سينعكس على الجميع خاصة إذا لم تقم الجهات المعنية بالتعاون والمساندة والمساعدة بما هو متاح لها على أرض الواقع.