حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع أعداد الجياع في العالم حيث قدرت أعداد هؤلاء بـ(45) مليون إنسان بعضهم يأكل الجراد وأنواع أخرى من الحشرات للاستمرار في حياة بائسة قد لا تستمر طويلاً..
إن المؤسف حقاً أن يكون هذا الرقم ثلاثة أضعاف عددهم قبل عقدين من الزمن، وكانت وعود الأمم المتحدة آنذاك أن يتم إنقاص عددهم من 14 مليوناً و800 ألف جائع إلى مرحلة القضاء على الجوع نهائياً وبشكل متدرج.
لقد باتت أسباب تجويع البشر أكثر بكثير من الجهود التي تبذل لإنقاذهم أو إنقاص عددهم وتأتي في مقدمة هذه الأسباب الحروب العبثية وبؤر التوتر التي تغذيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تهدر مليارات الدولارات سنوياً في عمليات القتل والتهجير والأسوأ من ذلك استهداف البنى التحتية وتدميرها وتعطيل عمليات التنمية البشرية المستدامة التي كانت الأمم المتحدة تعول عليها في تخفيض عدد الجياع.
ولعل من الأسباب أيضاً النهب الاستعماري لخيرات الشعوب والجفاف والتحولات المناخية والزيادات السكانية غير المدروسة، ما يعني أنه لا تلوح في الأفق أي مؤشرات إيجابية لتجاوز هذا المأزق.
إن تزايد عدد الجياع مشكلة من أهم المشكلات التي تهدد البشرية وتنسف الأمن الاجتماعي بل تهدد الأمن والسلم الدوليين وتجاوز هذه المشكلة يحتاج إلى تغيير جذري في السياسات العدوانية الأمريكية باعتبارها تنفق سنوياً على أنشطتها العسكرية أكثر من سبعمئة مليار دولار (وهو الحد الأدنى للميزانية العسكرية)، كما يحتاج إلى تعاون وتنسيق بين الدول الكبرى وتخصيص جزء من فوائض عوائد النفط والصناعة لبناء مشاريع تنموية في الدول الفقيرة لأن جهود الإغاثة والمعونات التي تقدمها بعض منظمات الأمم المتحدة للجياع لم يعد بمقدورها أن تصل للجميع وباتت هذه المنظمات بحاجة إلى أموال كبيرة لردم العجز الذي يتفاقم يوماً بعد آخر.