تدوير التقنين
مشكلة تقنين الكهرباء ليست حديثة العهد ولا هي طارئة اليوم بل بتنا نتعايش معها منذ سنوات بسبب الحرب على سورية وتأثير انعكاساتها على الموارد والإمكانيات المتاحة والتي فرضت علينا أن نتأقلم معها, وبات على الجهات المعنية أن توزع المتاح من تلك الموارد على كل المناطق ضمن برنامج تقنين معين يحقق تأمين بعض الحاجة من الطاقة، ولكن ما يثير الاستغراب غياب عدالة ذلك التوزيع والتباين الواضح بين المناطق في فرض ساعات تقنين على مناطق بعينها.. وهنا لا نأتي بجديد فالمشكلة باتت مزمنة وكأنها عصية على الحل، حيث نرى مناطق متجاورة بل متلاصقة، الأولى تنعم بتوفر الكهرباء على مدار ساعتين أو ثلاث ساعات وصل مقابل مثلها تقنين، بينما المناطق الأخرى باتت تحلم بأن تزود بالكهرباء لساعتين متواصلتين فقط مقابل أربع ساعات قطع ولكنها لا ترى ذلك، علماً أن المنطقتين تكونان تابعتين للمحافظة نفسها، فلماذا يُفرض على الثانية تقنين جائر ولا تعامل كجارتها.. أليس في ذلك غبن لقاطنيها أم ماذا يسمى ذلك؟!
هناك أيضاً مشكلة أخرى لدى بعض المناطق في ثبات برنامج التقنين منذ أشهر طويلة وعدم تغييره بما يؤثر في الكثير من الأعمال فيها وليس على المنازل فقط ولاسيما أصحاب المهن التي تحتاج إلى الكهرباء وما أكثرها في كل المناطق، حتى بات على المواطن أن ينتظر لساعات حتى يحصل على الخدمة حين توفر التيار الكهربائي وتزويد المنطقة به.. وهذه تؤثر في الطرفين، مقدم الخدمة ومتلقيها.
تُرى ألا يمكن للجهات المعنية أن تعمل على تدوير برنامج ساعات التقنين بين المناطق كأن توزع ساعات الوصل بعدالة بما يرضي الطرفين، أم إن الثبات في برامجها بات أمراً محتماً وما على المواطنين في بعض المناطق إلا التعايش والقبول بما فرض عليهم؟ علماً أنه لا تنقصهم منغصات فهي كثيرة بل باتت يومية ولا تخفى على أحد!.