مدينة للحرفيين ….
حين تم إنشاء المدينة الحرفية في دير بعلبة بحمص كانت نموذجية شكلاً ومضموناً وبسبب الحرب على سورية وما تعرضت له المنطقة المحيطة بها خصوصاً من اعتداءات إرهابية، توقف العمل فيها كلياً واليوم بعد سنوات من الأمان بات لزاماً عودة المهن إليها لأسباب تتعلق في كون بعضها مقلقاً لراحة القاطنين في الأحياء السكنية ليتم تجميعها في منطقة حضارية تتوافر فيها كل الخدمات وتكمن أهمية المدينة الحرفية في أنها تستقطب حرفاً تتسبب بالكثير من الضجيج وبعودتها يمكن أن تستقر شبكة التيار الكهربائي في الأحياء وتصبح الحياة أكثر انسيابية، وفي المدينة الحرفية 800 محل لمجلس المدينة سوف تدر عليه الكثير من العائدات، ويبدو أن الأمل بعودة الحياة إلى سابق عهدها يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد خاصة أن حرفيين يرون أن الذهاب إلى المدينة لا يزال يحتاج إلى المجازفة في وقت تعودوا فيه أن تكون أعمالهم ملاصقة لبيوتهم .
كثيرة هي الأعمال التي بثت الروح في المدينة الحرفية كمشروع إعادة شبكة الصرف الصحي والمياه للمحلات، ومشروع تركيب 6 مراكز تحويل كهربائي باستطاعته 1000( ك ف ا) عدا عن عقد إيصال المياه النظيفة للمدينة الحرفية من بئر الكسارة .
ما أنفق على المدينة ليس بالقليل وسبق أن قام مجلس المدينة بتعداد أصحاب المهن في حمص يفترض قد تم إنذارهم للتوجه للمدينة الحرفية وسبق أن صدر توجيه حكومي بإيصال الكهرباء من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء مع تأمين الحماية للمحلات مع الإشارة إلى أن تجهيزها من الداخل يقع على عاتق أصحابها أنفسهم .
سنفترض أن كل ما ذكر قد تحقق … لم يبقَ إذاً سوى أن تتخلص حمص من فوضى بعثرة المهن بين الأحياء مع التأكيد على ضرورة تخديم المدينة الحرفية بوسائط النقل العامة .