اليد الواحدة لا تصفق
لاشك في أن القيادة الرياضية بواقعها الحالي تعاني صعوبات كثيرة خارجة عن إرادتها، وهي غير قادرة على تجاوزها وتخطيها، فمنذ تسلمها زمام العمل الرياضي من حوالي سنتين تقريباً كانت جائحة «كورونا» التي بسببها غاب النشاط الرياضي عن صالاتنا وملاعبنا بسبب العزل الصحي، وإذا ما أضفنا التركة الثقيلة التي ورثتها من القيادة الرياضية السابقة سواء ما يخص القرار الدولي الرياضي الجائر بمنع منتخباتنا من المشاركة في بطولات رياضية ومنع فرقنا الرياضية من استضافة بطولات على أرضها والضائقة المالية الصعبة التي ألمت بالبلاد والعباد جراء الحرب على سورية، كلّها عوامل ساهمت في تحجيم العمل الرياضي وجعله صعباً للغاية على أي قيادة رياضية مهما كانت مقدراتها وقوتها.
وبرغم ذلك تحققت بعض الإنجازات سواء بفوز بطلنا معن أسعد ببرونزية أولمبياد طوكيو والمشاركة بألعاب أخرى كان لبطلتنا الواعدة هند ظاظا المتألقة نصيب المجتهد برغم أنها أصغر لاعبة مشاركة من ناحية عمرها، وما سردناه هو للإنصاف فقط لأن القيادة الرياضية الحالية جاءت لتعمل ولديها خطط وأحلام تريد تحقيقها ولكن على «مبدأ اليد الوحدة لا تصفق» كان عملها، فكانت الانتكاسات تتوالى من بعض مفاصل العمل الرياضي سواء من اتحاد الكرة الذي أخذ كل دعم ممكن من القيادة الرياضية، ولكن للأسف لم يكن بقدر المسؤولية وبدد الأموال وأضاع الفرص حتى وصلت كرتنا إلى الهاوية، أو من بعض الاتحادات الرياضية والأندية المتقاعسة عن العمل من دون أن تكون لها محاسبة أو مساءلة.
وهنا نتساءل: ماذا تبقى من رياضتنا الآن ؟ فإدارات أنديتنا تتهاوى وتقدم البعض منها بالاستقالة كإدارات أندية حطين والكرامة والوحدة والحبل على الجرار، واتحاداتنا الرياضية التي تتحضر لمؤتمراتها السنوية أصبحت في العصر الجليدي الخامس وهي متجمدة غير قادرة على التحرك حتى على الصعيد المحلي نتيجة تجمد إداراتها التي أكل عليها الدهر وشرب .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى متى القيادة الرياضية ستنتظر لتتدخل وتجري التغيير اللازم والضروري والسريع حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم ؟.