ربيع الفوضى الأمريكية (الخلاقة)

عقد ونيف من الزمن وبلاد العرب تغرق في فوضى عارمة حيث لم تثمر رياح (الربيع العربي) الخماسينية إلا مزيداً من الإرهاب والفقر والتمزق والاقتتال العربي- العربي بل واقتتال الإخوة في البلد الواحد، وكأن ما قالته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن الفوضى الخلاقة لم يكن أمنية بل كان هدفاً أمريكياً- إسرائيلياً تم تسويقه تحت لافتة ربيع برنار ليفي الذي أوقد النار في جسد (البوعزيزي التونسي) وانتقلت رائحة شواء الأجساد والأوطان من مكان إلى آخر، وبدل أن يسارع بعض الإعراب لإطفاء النيران صبوا الزيت على النار ودفعوا المليارات لتجنيد الإرهابيين وتمويلهم وفق المخطط الأمريكي- الإسرائيلي.

إن حالة الفوضى والإرهاب والفقر والتمزق التي تعاني منها الشعوب العربية زادت عن أي حد وبات من المطلوب أن يعيد هؤلاء حساباتهم وإلا فإن نيران الخراب الأمريكية لن تستثني أحداً حتى أولئك الذين يعتقدون أنهم بعيدون عن الغدر الأمريكي بما في ذلك بعض الدول الإقليمية التي شكلت بؤراً لتجميع الإرهابيين وتدريبهم وتمويلهم وزجهم مع أدواتهم المسمومة والمفخخة في حروب لا هدف لها إلا القتل والتدمير.

إن الإدارة الأمريكية التي توزع انتقاداتها وتهديداتها وتدعي حرصها على الأمن والاستقرار في السودان واليمن وتونس ولبنان وسورية إنما تلعب دور الإطفائي الذي يغطي النيران بالقش وهي التي تغذي تلك الأزمات وتمنع الحلول السياسية لتلك الأزمات التي طالت لتطحن الأفراد والجماعات وبالتالي فإن الخطوة الأولى على طريق تجاوز أزمات المنطقة تتطلب موقفاً جريئاً في وجه هذا الصلف الأمريكي الذي يحاول الآن الانتقال إلى إشعال النيران في الشرق الأقصى مع الصين بعد أن أغرق الشرق الأوسط في أزمات وصراعات بينية لا تخدم أحداً.

إن أمريكا ومخططاتها ليست قدراً على شعوب المنطقة يجب الاستسلام له ولكن نجاحها في بعض الأماكن والأزمان يجب ألا يصبح قاعدة لأن مشاريع أمريكا هزمت وفشلت في كل الأماكن التي لم تستسلم وقررت المواجهة رغم اختلال موازين القوى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار