الكحل بالعين الرمدا خسارة
لا يكفي أن نطلق تصريحات رياضية غير قابلة للتنفيذ، ولمجرد تطبيق المثل القائل «الكحل بالعين الرمدا خسارة» إن ما حصل مع منتخبنا الكروي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم كارثة حقيقة بحق رياضتنا، ولا تعالج بمؤتمر صحفي هنا، أو إجراء حل لاتحاد الكرة المسؤول مسؤولية مباشرة عن هذه المهزلة الكروية هناك، فكان حرياً برئيس اتحاد الرياضي العام ألّا يسرد قصصاً يعرفها الجميع، أو سمع عنها، أو عايشها في الحاضر والماضي، وربما سيشهدها مستقبلاً في سيناريو مشابه في السنوات القادمة.
إن ما حصل في هذه التصفيات هو تراكمات الماضي والعقلية السلبية التي تشرف على رياضتنا وبالأخص اتحاد الكرة الذي يطلق عليه اتحاد المصالح والربح السريع لأصحاب الحظوظ الذين يقع عليهم الاختيار لقيادة اتحاد الكرة، مع كل أسف برأيي من تابع أداء هؤلاء في الماضي والحاضر ومن دون استثناء يطلقون عليهم أصحاب البطون المنتفخة لكثرة ما يجنونه من أموال على حساب سمعة اللعبة، لذلك وعندما يكشف رئيس الاتحاد الرياضي العام عن تشكيل لجنة تحقيق في الأخطاء الإدارية والمالية التي ارتكبها اتحاد كرة القدم السابق على أن تصدر نتائجها خلال 15-20 يوماً فقط ، هذا شيء إيجابي وأفضل من كل الصراخ الذي سمعناه حول أداء المنتخب وعيوب اتحاد الكرة، وإذا ما كانت قيادتنا الرياضية جادة بالفعل في كشف الفساد الذي حصل وضياع الملايين من الليرات، فهذا سيكون تطوراً غير مسبوق لم تجرؤ عليه القيادات الرياضية الماضية وخاصة أن الأشخاص المسؤولين عما حصل معروفون لدى الجميع والتهم الموجهة إليهم في هدر المال العام والأخطاء الإدارية ثابتة عليهم ولا يشفع لهم عذر، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بالفعل، هل ستتمكن لجنة التحقيق المزمع تشكيلها أن تأخذ دورها من دون تدخل وتتمكن بالفعل من إحالة الفاسدين إلى القضاء واتخاذ بحقهم العقاب العادل لتلاعبهم بسمعة كرتنا خارجاً وداخلاً، وخاصة بحق جمهورنا الكبير الذي آلمه الأداء الهزيل والمستوى المتواضع لمنتخب الحلم الذي تمنى أن يراه في نهائيات كأس العالم، ولكن حلمه تكسّر بسبب هؤلاء المشرفين على المنتخب، و نأمل ألا يضيع ويتلاشى، والسؤال الذي لابدّ من الإجابة عنه بانتظار الأيام القادمة: هل بالفعل قيادتنا الرياضية قادرة على إجراء التحقيق وتنفيذ وعودها بالمحاسبة، ومن ثم التغيير.. أم إن هذه التصريحات تبقى فقاعات صابون لا تلبث أن تذهب أدراجها في الهواء؟.