لجأ أردوغان إلى كرة السلة ليثبت قدرته على استمراره في ممارسة الحكم, ورداً على تقرير لموقع «الفورين بوليسي» قبل أسبوعين والذي أكد أن صحة أردوغان تتدهور بما يؤثر على «عبور السلطة» وإعادة انتخابه في 2023، رداً على هذا التقرير صوّر أردوغان فيديو لنفسه وهو يلعب كرة السلة ليؤكد صحته وجدارته لاستمراره بالحكم فهل صارت كرة السلة مقياس القدرة على الحكم؟.
تقرير الـ« فورين بوليسي» كان بمثاية «هزة بدن» لأردوغان وفريقه لأنه قام بفحص طبي عن بعد للرئيس التركي ملاحظاً أنه في عدة مناسبات ظهر أردوغان وهو غير قادر على المشي بشكل متوازن ويحتاج لمن يستند عليه كزوجته مرة, وأحد مساعديه في مرات أخرى، كما لاحظ الجميع حركة أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة و كما ظهر أمام ضريح مؤسس تركيا ليتلعثم بالكلام ولا يجد الكلمات التي يجب أن يقولها أحد علامات الخرف كما أن هناك من يقول إن الأطباء زرعوا في جسده جهازاً لتنظيم عمل وانتظام دقات القلب. باختصار؛ التقرير الأميركي يقول إن أردوغان «تلفان ومهرهر ومضيع» ولا يجوز أن يجن الأتراك, ويعيدوا انتخابه لأن ما من شعب يرضى برئيس بهذه الصفات .
كاتب تقرير فورين بوليسي ستيفن كوك أحد أهم خبراء الشرق الأوسط وهو عضو بارز في المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية: هذا المجلس الذي يعده أردوغان« وزارة الظل الأميركية» أي إن الإشارة كما جاء في عنوان التقرير (أردوغان قد يكون مريضاً جداً ليستمر في رئاسة تركيا) ليست اعتداء أميركيا على تركيا أو افتراء على أردوغان بل هو استباق لما قد يحدث وسعي لوضع سيناريو مناسب لأميركا في تغيير السلطة والحكم في تركيا، ومع ذلك, فإن هذا استفز أردوغان وعدّه إشارة انقلاب أميركي ضده وعلامة طريق لتغييره والإتيان ببديل له، خاصة أنه يثير الكثير من الأزمات من ليبيا إلى سورية إلى أرمينيا إلى القوقاز…إلخ.
إضافة إلى فضائح الفساد التي كشفها زعيم المافيا التركية فهل يقتنع أردوغان أن دوره انتهى, أم إن المرض وصل إلى عقله وسيدفعه للإمعان في إنكار الحقائق و«سيركب رأسه» وسيقوم بمقامرات مجنونة هنا أو هناك لن تؤدي إلا إلى انتهائه بشكل نهائي« ولا يفوت أحد تهديداته حول شمال سورية التي تؤكد مدى جنونه».
تركيا تنتظر- ومعها دول كثيرة تعاني من جنونه – التخلص من أردوغان ويتوقع كثيرون أن يحل محله مثلا أكرم إمام أوغلو الذي هزمه في انتخابات بلدية إسطنبول مرتين وهناك من يرى أنه – أردوغان – سيدفع رئيس مخابراته حقان فيدان أو وزير دفاعه خلوصي آكار ليجلس على الكرسي و ليحركه هو من الخلف ولكن هل يمكن لـ«الهبل» أو الخرف الأردوغاني أن يستمر ؟؟ كيف سيستمر و الشعب التركي – وشعوب المنطقة – شبعت من سياسات حزب أردوغان وهبله وتهوره و تطرفه .؟؟ وإذا كان أردوغان يظن أن الحكم مجرد لعبة كرة سلة فإن نهايته باتت قريبة حتماً.