على ما يبدو وزارة الصناعة حالياً تحاول الخروج من جملة التعقيدات التي فرضتها ظروف الحرب على سورية, والاستراتيجيات ضعيفة التنفيذ, إلى وضع رؤية تستطيع من خلالها فتح آفاق جديدة لنمو منتج صناعي يلغي كل حالات التأويل والتفسير الخاطئة التي حملتها جملة الرؤى والاستراتيجيات التي وضعت من دون تنفيذ يذكر, أو ترجمة فعلية على أرض الواقع تعكس بكليتها حالة إيجابية تعيد إلى الذاكرة وتنهض بها إلى سنوات ما قبل الحرب على سورية..!
واليوم وزارة الصناعة تحاول إحداث خرق كبير في هذا المجال, يسجل لها في هذه الظروف, وتطالب مؤسساتها وشركاتها التابعة, إيلاء الاهتمام المطلوب للمنتج الصناعي, وخاصة «التحويلي منه» انطلاقاً من رؤية صحيحة وواضحة لا تفتح المجال لكثير من التأويل والتفسير المغلوط, تخضع بدورها لاستراتيجية متكاملة يتم من خلالها استكمال خطوات بناء ما خرَّبه الإرهاب, وتتماشى مع الإمكانات المتاحة والمتوافرة لدى الجهات المعنية, من دون أن ننسى القطاع الخاص الوطني الشريك الفاعل في إعادة البناء بفاعلية أكبر تسمح بالمعالجة الفورية وفق معادلة السباق مع الزمن التي تختزل سنوات الحرب على سورية التي فقد بسببها اقتصادنا الوطني آلاف المليارات من الليرات بكل مكوناته الصناعية والزراعية والتجارية وقبلها القطاع الخدمي…!
لكن الحامل الأكبر لكل ما ذكرت هو الصناعة التحويلية التي تشكل العمود الفقري لقوة الاقتصاد, والمحرك الأساس لكل مفاعيل التنمية المستدامة, والأكثر فاعلية في تحويل الاقتصاد من نشاطات ذات قيمة مضافة منخفضة, إلى تحقيق معدلات نمو سريعة, يمكن استثمارها بصورة مباشرة في أعمال التنمية, ودعم مرحلة إعادة الإعمار.
من هنا نجد أن التعويل الكبير في هذه المرحلة والقادمة على الصناعة التحويلية باعتبارها أولوية, وحاضنة جاذبة للاستثمارات الضخمة للقطاعين العام والخاص, لما تحمله من ميزات وقدرات تكفل نمواً سريعاً لرأس المال, إلى جانب توليد مصادر الدخل وتعددها, والعنصر الأهم قدرتها الاستيعابية للعمالة الوافدة إلى سوق العمل..!
أمام هذه الأهمية بالصناعة التحويلية والتي يعرفها الجميع؛ هل تستطيع وزارة الصناعة استثمارها بكل مكوناتها, ووضع رؤية جديدة تأخذ بأسباب التطوير, واستثمار الممكن من الإمكانات المادية والبشرية, والكفاءات التي مازالت «تغار» على وطنيتها برغم ظروف الحرب على سورية, وضعف المردود المادي, وهي كثيرة في الشركات..!؟
أم تبقى صناعتنا «التحويلية» تنازع أسباب البقاء وتتعامل في وجودها كصناعة أمر واقع, هذا ما ستوضحه الأيام القادمة؟!.