كفاءات ولكن..!
كثيرة هي الفروع والاختصاصات العلمية التي يدرسها الطلاب في الجامعات وتحتاج إلى مشاريع تخرج قد يقضي الطالب أشهراً عديدة في إنجازها وربما بسبب تكلفتها المادية الباهظة قد يتشارك أكثر من طالب في تنفيذ مشروع تخرجهم, هذا عدا عن الجهد المبذول لإنجاز المشروع فكرياً أو جسدياً.
ولدينا الكثير من مشروعات التخرج ذات أفكار بناءة ويمكن تطبيقها على أرض الواقع والاستفادة منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر اختصاصات الهندسة بفروعها المتنوعة ولاسيما في مرحلتنا الحالية بعد حرب إرهابية على بلدنا فرضت الكثير من الأزمات والآثار على جميع مناحي وجوانب الحياة الخدمية، ويمكن توظيف أي فكرة في التخفيف من تلك المنعكسات, ولكن ما يلاحظ للأسف أن أغلب تلك المشاريع يكون مصيرها الأدراج أو الإهمال بعد أن تكون استنفدت جهد الطالب ورتبت على ذويه أعباء مادية مرهقة، مع العلم أن لدينا طلاباً مبدعين وينجزون مشاريع بأفكار خلاقة وينالون عليها علامات متميزة، فلماذا لا يتم تبني تلك المشروعات واستثمارها في حال تميزها أو إجراء تقاطعات بين أكثر من مشروع للوصول إلى أفكار يكون لها انعكاس إيجابي في حل مشكلة معينة أو تطوير عمل ما؟.
في مرحلة إعادة الإعمار نحتاج إلى كل الأفكار المتميزة والخلاقة والاستفادة منها، لذلك لابد من توجيه الطلاب الذين هم على أبواب التخرج بأن تكون عناوين مشروعاتهم وأبحاثهم تصب في إطار يخدم هذه المرحلة وتحفيز كل الكفاءات وتطبيق أفكارها مع تبني مشروعاتها من الجهات العامة لا أن يغدو حلم الطالب بأن ينهي مشروعه بأي طريقة ليتخرج ويحصل على شهادة تؤهله لأن يتم تعيينه كموظف في أي مؤسسة وربما بعمل قد يكون إدارياً خارج اختصاصه. ونرى أناساً من خارج الاختصاص يقومون بالمهام التي يفترض أن توكل إليهم لينتهي طموحهم عند هذا الحد بعيداً عما درسوه في اختصاصهم طوال سنوات عدة, وهذا في حد ذاته مساهمة في دفن الكثير من المواهب والطاقات المبدعة التي يمكن التعويل عليها في المستقبل لإنجاح وتطوير تلك المؤسسات.. فهل سنرى اهتماماً أكثر بالطاقات المبدعة والكفاءات، أم ستبقى الحال على ما هي عليه في «تطنيش» الكفاءات و«تطفيشها»؟!.