إشارات
1
لا نزال بين حين وآخر نقرأ اسم أحد الذين اشتغلوا خلال السنوات القليلة الماضية في إعداد بعض الأنشطة الثقافية في هذا الملتقى أو تلك الهيئة، من التي تشكلت حديثاً، بـ “عرّاب الثقافة” في مدينة حمص، من دون وجه حق. فإن كان هذا المتقاعد أو ذاك، أخيراً من عمله، فطن لنفسه أنه يحب الشعر والشاعرات، أو القصة والقاصين، فأنشأ لهم ملتقى، يحق لكم أن تمنحوه مثل هذا اللقب الفضفاض، فماذا نقول عن الأشخاص الفاعلين الذين قضوا حياتهم في خدمة الهيئات الثقافية الحكومية أو الأهلية، وبعضهم رحل تاركاً أيضاً لنا كتباً في الميدان الإبداعي الذي اشتغلوا بمضماره وكانوا مميزين فيه؟! رحلوا من دون أن يفكر أحدٌ ما بوصفهم بذلك اللقب رغم استحقاقهم له بجدارة، فهل تمهّلنا كثيراً يا زميلات و يا زملاء ، ويا أدباء ويا أديبات، في منح هذا اللقب بشكل عشوائي؟ فاللقب الفضفاض على صاحبه ينقلب ضده إن لم تؤكده إنجازات توازيه.
2
يلاحظ المتابع للأماسي الشعرية والقصصية التي تقيمها معظم الهيئات الثقافية، الحكومية والأهلية، عدم حضور الشعراء والشاعرات، والقاصين والقاصات، أماسي زملائهم وزميلاتهم، إلاّ فيما ندر، حتى الذين هم أعضاء في اتحاد الكتّاب العرب، والذين يجب أن يتابعوا أنشطة الهيئة التي سعوا للعضوية فيها، فكأن لا همّ لهؤلاء جميعاً سوى الصعود إلى منبرٍ ما، والاستعراض بموهبتهم، من دون أن يشعروا بضرورة الإصغاء لبعضهم بعضاً، وبمعنى هذا الإصغاء.!
3
كثيرة هي صفحات المجموعات التي على الجدار الأزرق، لكن القليل جداً منها ما يستحق المتابعة، بخاصة التي تدّعي أنها ثقافية. فهي تكرر ما هو تقليدي، وغير مهم، وبعضها ينقل من المراجع التاريخية ويرفق ما ينقله ببعض الصور للأوابد التاريخية والدينية من دون ذكر تلك المراجع وكأنها من إنجاز مشرف الصفحة! كما أن بعضها يتنطع لرصد أنشطة ثقافية ترصده الوسائل الإعلامية، فتعظّم ما لا يستحق التعظيم، وهذا دليل على عدم امتلاكها الموضوعية والمهنية، ناهيك بأن بعضها يهتم بمبدعي هذه المدينة أو تلك فيسلط الضوء عليهم بنشر لوحة نشاطه، المكررة عشرات المرات في أكثر من حوار ومجموعة سابقة، ما يعني أن همهم النشر اليومي والمتكرر وهكذا لا تتيح لمن يرغب بتصفحها، الفسحة لذلك، ما يكشف أن غايتهم تنحصر في حصد “اللايكات ومشتقاتها” ولا شيء آخر.!