المعالجة بالنسيان
بعد طول انتظار لا تزال محطة المعالجة في حسياء غير ذات نفع وكان مفترضاً أن تعمل بطاقتها الاستيعابية البالغة 5500 م3 يومياً مياه معالجة تصلح لسقاية المزروعات على أقل تقدير لكن شيئاً من هذا لم يحدث والدليل في تحليل نواتجها غير المقبولة مطلقاً، وتشكل في مجملها مصدراً من مصادر تلوث وادي الربيعة، وسبباً مباشراً في تلوث عدد من مياه آبار دحيريج ، وسبق أن خرج بعضها من الخدمة في فترات سابقة، وتعد من مصادر مياه الشرب الرئيسة لمدينة حمص ووفقاً للتصريحات التي سمعناها أثناء الافتتاح فإن المحطة تعدّ مورداً غير تقليدي للمياه تم التخطيط للاستفادة منها في استخدامات المدينة الصناعية نفسها عدا عن رفع التلوث عن مصادر وآبار مياه الشرب لكونها تروي القرى المحيطة إضافة إلى أنها ترفع التلوث عن المجرى المائي وهذا بدوره يشكل أحد روافد العاصي ووفقاً لما تم التخطيط له فالمحطة حديثة العهد وتعدّ مشروعاً بيئياً بامتياز بمخرجات مفيدة لتأمين مورد مياه غير تقليدية و (الحمأة ) سيستفاد منها بالزراعة وهكذا تعم الفائدة .
محطة المعالجة التي فاقت تكلفتها المليارين وتتربع على مساحة كبيرة من الأرض هي في الحقيقة مجرد أحواض للترقيد تحتاج إلى من يثبت أن نواتجها ذات نفع في الزراعة كما روي لنا والمياه تندفع اليوم في وادي يتلوى كأفعى سامة ذات رائحة منفرة، ويبقى غير ذلك مجرد حكايا يرويها أصحابها من وراء مكاتبهم لا علاقة لها بالواقع .