إدارات ميمونة !
مع مطلع كل نهار هناك إجراء لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أو تصريح لأحد مسؤوليها، من أعلى رأس الهرم لأصغر موظف، وجلّها ينصبّ حول واقع الأسواق والمراقبات الجارية وتنظيم المخالفات، مع حملة تغييرات طالت بعض المناصب الحساسة في الوزارة ومديرياتها.
وبعيداً عن أسباب هذه التغيرات التي شملت بعض الأشخاص وأعادت البعض ممن تقلد زمام قيادة هذه المؤسسة أو تلك الإدارة ، ما يهمّ البشر هو انعكاس ذلك على أسعار السلع و المنتجات.. كيف كان صدى ذلك؟ ..هل استقرت وهدأت نار الأسعار، أم إن الحال كما هي ..؟؟
تتحدث الوزارة يومياً عن إجراء جديد، سواء في تكثيف حملاتها الرقابية لتطول كلَّ من يتلاعب بقوت ولقمة المواطنين، أو عن نياتها بتوفير كل احتياجات المواطن سواء أكانت مواد مدعومة، أم مواد حرّ كالسكر والرز والشاي، قد تكون عبر مؤسسة التدخل الإيجابي، في أوقات قرنت أقوالها بحسن أفعالها، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، فعندما أطلقت وعوداً بأن مواد كالسكر والرز والشاي متوافرة بصيغة البيع الحر فُقدت المواد وشحت، ومن يذهب للشراء يأتيه الرد سريعاً بأنه لا يوجد حرّ ..!! هناك كما يبدو حلقة مفقودة وربما تلاعب قد يحصل ببعض الحلقات، وعود بأن الكميات متوافرة وبكميات كبيرة ، وفي الصالات شح وربما .. !
ما يهم المواطن أولاً توافر المادة الأساسية بكل يسر وسهولة ،لا يهمه إسناد المهام والمسؤوليات لأشخاص كانوا بالأمس علة وعثرة وهم على رأس هذه المؤسسة أو الإدارة ، لا أحد يعلم ما هي خبرة مدير إدارة مركزية بقي مديراً لها لسنوات وتم إعفاؤه، ومن جديد أعادوه ليتسلّم مهام هذه الإدارة ، وكأن الأمر ورثة إدارية ..!! يبدو أن مرض الوساطات سيبقى ملازماً طويلاً عند تعييناتنا لأشخاص ما ، فهل فرغت الوزارة من شخص جديد مؤهل ليكون مديراً لمديرية مهمة مثلاً …؟ أين خطط الوزارة حيال الإصلاح والتوصيف الإداري، في وقت تنشط وزارة التنمية الإدارية واضعة اشتراطاتها ” التعجيزية ” لبعض المهام ..!
لسنا ضد تعيين أشخاص تقلّدوا زمام الإدارة سابقاً، لكن ضد أن تخلو الإدارات من الصف الثاني، ضد إفراغها بأسلوب كهذا ..! مدير يبقى قرابة عشر سنوات ويرتاح خمس سنوات ثم يعود مظفّراً بقرار جديد لتقليده القيادة .. من دون البحث والنقاش ماذا قدم، وماذا عمل إدارياً ليكون رائداً ويكافأ بالعودة الميمونة ..؟!
نعود لمسألة وجوب أن تقترن أقوال المؤسسات وتعهداتها بأفعالها ، فالمواطن ملّ كثرة الكلام وأصابه عسر سمع، وما يهمه أن يحصل على مواده المستحقة بأقصر الطرق من دون تعب أو جهد، فهل سيشهد خلال الفترة المقبلة تحولاً في آليات التعاطي وتأمين المواد ..؟!