الحقيبة المدرسية مجدداً
قبل عامين عقد مؤتمر التطوير التربوي تحت عنوان:« رؤية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن» من 26- 28 أيلول 2019 وتنادى المعنيون لوضع الخطط التنفيذية، وجداول زمنية صنفت على مدى قريب، ومتوسط، وبعيد، ومتابعة كل مشرف للتوصيات الخاصة بكل محور، ولقاء مديري الإدارة المركزية المعنيين، الذين سيعملون بدورهم على عرض الواقع، وتقديم رؤية تطويرية تتناسب والتوصية المكلفين بمتابعتها، وإنجاز الخطة خلال أسبوع من تاريخه، مع إمكانية الاستعانة بالشخصيات الاعتبارية الاختصاصية والوطنية، عندما يتعلق الأمر بالتوصيات الاستراتيجية واللوجستية.
لسنا الآن بصدد رصد أو تقويم ما نفذ، وما سيتم تنفيذه في قادمات الأيام، لأننا سنقف عند مسألة في غاية الأهمية على جيل في مقتبل العمر اكتوى كثيراً بموضوع الحقيبة المدرسية ومخاطر حملها لثقلها على الأطفال، وحتى هذه اللحظة لم نجد أيَّ بارقة أمل في المعالجة لهذا الواقع، إذ يشكو الأهالي كثيراً من هذه المسألة، ويئن الأطفال من الأوجاع المتراكمة لحمل الحقيبة المدرسية الثقيلة، ويتناسى المعنيون مخاطرها الصحية على الأطفال لأنها تهدد صحتهم، خاصة أن وزنها قد يزيد على وزن حاملها.
ويكمن الخطر في حال كان وزنها أكثر من 15 بالمئة من وزن الجسم، فعلى سبيل المثال إذا كان وزن الطفل 30 كغ، فيجب ألا يتجاوز وزن حقيبته 5 كيلوغرامات.
يؤكد الأطباء الاختصاصيون في العديد من الدراسات، أن الوزن الثقيل وطريقة الحمل الخاطئة تؤدي لإصابات في العمود الفقري للطفل لكونه في طور النمو، عدا أوجاع الرقبة والأكتاف حتى الركبتين، وغالباً معظم الطلبة يحملون حقائبهم بطريقة خاطئة، إما على كتف واحد أو عبر الأكواع، ما يؤدي لضغط واضح على العمود الفقري.
وهناك من يشكو آلام الرأس والصداع، وقد لا يعي معظم الأهالي أنّ مرد ذلك للحقيبة الثقيلة، التي قد تصل لنصف وزنه في بعض الأحيان، وتسبب آلاماً وتشنجات عضلية، ولذلك ينصح بشراء حقائب بحمالات محشوة كي لا تضغط الحقيبة على عصب الأكتاف، وتتسبب في تنميل اليدين.
لا بدّ من تضافر الجهود بين الأهالي والعاملين في القطاع التربوي لتخفيف الوزن، والعمل مستقبلاً على التخلص من همومها بحمل الكتب والدفاتر، وتطوير المناهج للتخلي عن هذه الظاهرة ، فنحافظ بذلك على صحة أطفالنا جيل المستقبل.