موعد سنوي يتجدد في شهر أيلول، حيث يسارع المسؤولون من مختلف دول العالم إلى نيويورك ويلقون الكلمات على منبر الأمم المتحدة يطرحون مشكلات بلدانهم ومشكلات بلدان أخرى ويقترحون الحلول لكن المشكلات تبقى من دون حل وبعضها يتفاقم من عام لآخر.
منذ عقود ومشكلات الفقر والجوع والهجرة القسرية واللاجئين والمناخ وبؤر التوتر والحروب والإرهاب تكون الأبرز على منبر الأمم المتحدة لكن شيئاً لم يتغير إلا إلى الأسوأ .
إن التطورات المذهلة التي يشهدها العالم والتي حولت الكرة الأرضية إلى (قرية) تتشابك مصالحها وأحداثها ينبغي أن تغير تعاطي أمريكا ودول الاستعمار القديم مع كل الملفات الدولية ومن المفترض أن تدفعهم نحو التعاون والتنسيق مع الدول الأخرى والتخفيف من موازنات التسلح وتوفير مليارات الدولارات التي يتم صرفها لخوض المغامرات العسكرية وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة التي تحولت اجتماعات جمعيتها العامة إلى ما يشبه الندب الذي لا طائل منه.
لقد أكد مسؤولو الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة أن العقوبات الأمريكية والأوروبية التي يتم فرضها على عشرات الدول النامية ومنها سورية مخالفة أصلاً لميثاق الأمم المتحدة، وهي المسؤولة عن تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية وتتعارض مع حقوق الإنسان وبالتالي فإن رفع تلك العقوبات الجائرة وغير القانونية يعد الخطوة الأولى والأساسية للتخفيف من الآثار الكارثية التي يعاني منها الشعب السوري واليمني والإيراني والكوبي والفنزويلي، وإن استمرار تلك العقوبات يتعارض مع الرغبة الدولية في التعاون لتحسين ظروف الحياة البشرية جمعاء.
إن مغامرات أمريكا العسكرية في غزوها لأفغانستان عام 2001 وللعراق في 2003 ووجودها العسكري غير الشرعي في مناطق سورية كلفها ويكلفها المليارات شهرياً لكنها قد لا تدفع ملايين قليلة عندما يتعلق الأمر بعمليات الإغاثة التي يمكن أن تنقذ ملايين البشر من الموت جوعاً.
كل هذا يقلل من دور الأمم المتحدة ويقلل من أهمية النتائج التي تسفر عن اجتماعات جمعيتها العامة للأسف.