حالة نفعية ..
رغم الإمكانات الكبيرة التي رصدت للمؤسسة السورية للتجارة إلا أن بعض صالاتها تدار بعقلية تجافي الهدف الذي وجدت من أجله، وهو التدخل الإيجابي في السوق مع إمكانية تقديم خدمات مميزة بأسعار تشجيعية لاستقطاب الشرائح الاجتماعية المختلفة طلباً للسلعة المميزة وليس كما هو الحال تحت مطرقة الندرة وسندان الحاجة وأن يكون البيع مؤتمتاً كما في المولات الحديثة ويتم بعدها تقديم الفاتورة التي تبين ثمن كل سلعة على حده.
صالات يتم افتتاحها في عدد من المناطق والقرى تشبه دكاكين لا يتكبد القائمون عليها عناء الاهتمام بأشيائها لسرعة نفادها، والأسعار تقارب ما هو سائد في السوق السوداء في محاولات يائسة لمكافحة فساد بعض القائمين على عدد من المستودعات، عدد من القضايا حمل وزرها أشخاص رأوا في أنفسهم الحلقة الأضعف في قضية ما إن ينفضح أمرها اليوم حتى يتم نسيانها غداً، والتقارير التفتيشية لم تصب هدفها لأسباب تتعلق بالظن حيناً وبشهادة عدد من المتضررين الذين يمكن عدهم طرفاً خاسراً لا أكثر.
ليس من مهمة المؤسسات العامة أن تكون تاجراً هدفه تحقيق الأرباح في زمن الأزمات وما يحدث حالة نفعية لأشخاص محددين ومضيعة للوقت لا طائل منها وعلى سبيل المثال إن ما طرأ على غلاء الأجهزة الكهربائية وانتقال أطنان من المواد المكدسة إلى مستودعات تجار الظروف الطارئة لا معنى له سوى أن قلة من الأشخاص يتلاعبون باقتصاد السوق الذي يشهد ندرة واحتكار لمواد لا نزال نعجز عن معرفة أسبابها .