مشاهد مألوفة
تعالت أصوات المهتمين وتحذيراتهم حيال وباء “كورونا” وانتشاره من جديد، وجاءت الموجة الجديدة للإصابات مع افتتاح المدارس، وتخوف الأهل وأصحاب العلاقة في القطاع الصحي من تفاقم الإصابات بين التلاميذ والطلاب.. ولكن استبقت وزارة التربية بإعلان الإصابات المتحققة في قطاعها وبين طلابها، و تجاوز مجموع الإصابات المئة والخمسين إصابة حتى تاريخه، وتشير التوقعات إلى ارتفاع الإصابات إذا بقيت الإجراءات في المدارس بوتيرتها المتدهورة، فلا إجراءات احترازية كاملة ولا تقيد حقيقي، ليس فقط في القطاع التربوي، بل في كل القطاعات والإدارات العامة المختلفة.
هناك استهتار في تطبيق ما طلبت الجهات الصحية تطبيقه من خطوات حمائية تجنِّب الناس خطر الإصابات.. فالاستهتار سيد الموقف حتى تاريخه، أمام تزايد خطير، ومن يزور المستشفيات فسيرى بالعين المجردة كثافة الإصابات، وحتى مناشدات أصحاب الشأن الصحي وإعلانهم أن المشافي تغصّ بأعداد الإصابات بالوباء الخطير ذهبت وتذهب يومياً أدراج الرياح..
فالواقع صعب، ليس فقط في المدارس وليس التخوف على الطلاب والتلاميذ فقط، بل حتى في إدارات أخرى تعامت وتناست المخاطر، فمن يشاهد (طوابير) الأفران والصالات، وأمام كوى الصرافات سيندهش، لذلك يجب التحرك والتصرف بمسؤولية والمنع قدر الإمكان أو التقليل من حالة (الطوابير) الكثيفة..
التشدد من جانب الوزارات وإداراتها في التعامل الجدي في تطبيق كل خطوات الإجراءات الاحترازية أمر مهم ومطلوب، بعيداً عن أي استسهال واستهتار من تبعات هذا الوباء الخطير، ومن لم ترق له طلبات المؤسسات والجهات الصحية المعنية، عليه أن يبقى قابعاً في بيته، وغير مخالط للآخرين، وإذا بقي عند قراره الخاطىء فعليه زيارة أقسام المشافي الحكومية ليلمس ويشهد أن الواقع ليس بذاك السخف أو سرد القصص البهلوانية، هناك إصابات ووفيات كل يوم، والمسؤولية الرسمية تحتم اتخاذ كل ما يلزم لتجنب الناس من الإصابة وتالياً انتشار الوباء، ما يجعل من فاتورة العلاج ثقيلة وقاسية ..
ما يدفعنا للإعادة والتذكير بمخاطر كورونا، امتداد الإصابات مع دخول موجة جديدة، فالاحتياط والعودة لبعض إجراءات الحماية خطوة أساسية ومطلوبة من الجميع وليس من باب الخوف وإثارة الهلع، الإجراء السليم أخذ الحيطة وتجنب ما يستطيع أي مواطن تجنبه ومراعاة شروط الحماية سلامة لصحته، وتجنب المحيطين بإصابتهم بأي فيروسات كفيروس “كورونا”، أبعده الله عنا جميعاً، والسلامة للجميع…. فكل ما يصدر عن الفريق الحكومي ووزارة الصحة هو من أجل تجنيب المواطنين الإصابة بالوباء، وعلى الإدارات والأشخاص التعامل معه بجدية متناهية..