لقطات
1
كان لافتاً حضور د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب من دمشق إلى حمص لمتابعة محاضرة الناقد الأدبي حنا عبود “التحولات الكبرى للرواية” التي ألقاها مؤخراً بعد فترة غياب عن المشاركة بأنشطة الاتحاد منذ أن اضطرته ظروف الحرب على سورية إلى مغادرة حمص في مستهل عام 2012 إلى قريته القلاطية، وتعزّزت أهمية مبادرة د. الحوراني هذه بإشادته بالمحاضر، وبموافقته على اقتراح المسرحي فرحان بلبل والمتمثل بإعادة إحياء تكريم الناقد عبود عبر الندوة النقدية التي سبق أن تأجلت منذ سنوات، وإن كان حضور د. الحوراني يدلّ على كيفية تقدير رئيس هيئة ثقافية لأحد أعضائها المخضرمين إبداعاً، فتذكير المسرحي بلبل بالندوة التكريمية هو تنبيه لنا كأجيال تالية بكيفية تصرّف الكبار عمراً وقدراً تجاه بعضهم بعضاً بروح المحبة والتقدير.
2
غالباً نقرأ تقديم أشخاص لبعض الكتّاب على أن فلاناً منهم باحث في مجال ما، كعلم الآثار، أو علم الجمال، أو في الانثربولوجيا، أو غير ذلك، لكن ذلك يتم من دون أن يكون لأحدهم أي كتاب يثبت ذلك! كما أننا عندما نرثي شخصاً ما ونقول: إنه شخصية ثقافية مهمة، مع أنه لم يكن يعرف من هو الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس، فكأننا نهدم كل المنتجات الثقافية للإنسان، فلماذا لا نسمِّيه فقط بما ترأّسه من هيئات وإدارات، إذ ليس بالضرورة أن يكون كل شخصٍ إداريٍ عبقريَّ زمانه، حسبه أن أخلاقه العالية تشعّ وداً للجميع، ومن المنطلق ذاته أيضاً عندما نعرّف بأديب أو يعرّف بنفسه فليس بالضرورة أن يشير لنفسه بأنه نال جوائز عديدة في مجال الجنس الأدبي الذي يكتبه، ومن دون تسمية جائزة واحدة، في ظل ذلك كأننا نقول: نال أكثر من “مرحى” في سنوات دراسته الابتدائية حيث هي مبذولة لمعظم التلاميذ كعنصر تحفيز .!
3
فيما بعض الناس في دولة أوروبية، يتابعون من منازلهم ومكاتبهم تفاصيل حدث علمي جديد يرويه صاحب الابتكار، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نحن نتابع من منازلنا بالوسائل ذاتها أخبار مختار الحي حول كيفية توزيع مادتي السكر والأرز المدعومتين، كابتكار لم يسبقنا إليه أحد. وذلك تجسيداً لمقولة شائعة ” ما حدا أحسن من حدا”.