يتخبط مسؤولو الإدارة الأمريكية ويدلون بتصريحات متناقضة إلى حد الفضيحة خاصة تصريحاتهم المتعلقة بأفغانستان، فبعد ساعات معدودة من تصريحات مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية التي قالت فيها إن التهديدات الإرهابية من أفغانستان لم تعد أولوية وإن التهديدات الأهم هي من الصومال واليمن والعراق وسورية، أكد مسؤولو استخبارات الجيش الأمريكي تزايد تحركات تنظيم «القاعدة» في أفغانستان بعد سيطرة حركة «طالبان»..
وبالتالي فإن المواطن الأمريكي ومراقبي الأحداث لم يعد بمقدورهم أن يفرقوا بين من يكذب ومن يصدق في تلك التصريحات خاصة وأن الإدارات الأمريكية قد أدمنت الكذب في التصريحات وفي الأفعال.
إن التهديدات الإرهابية لأمريكا ولغيرها باتت أكبر بكثير وذلك ليس بسبب القوة الذاتية للتنظيمات المتطرفة وإنما بسبب التوظيف الأمريكي للإرهابيين وعدم الجدية في مواجهتهم وبسبب الاختلاف الجذري في موقف الإدارة الأمريكية من الإرهاب الذي يختلف من وقت إلى آخر ومن بلد لآخر..
حيث تحالفت أمريكا مع «القاعدة» بل ساهمت بتأسيسها ودعمها عندما كانت «القاعدة» تحارب الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان ودعمت «داعش» في دير الزور وفي البادية السورية وشاركت في فبركة فيديوهات مع التنظيمات الإرهابية لاتهام سورية بالهجمات الكيميائية المزعومة واعتدت أكثر من مرة على القوات السورية والقوات الحليفة التي تحارب الإرهابيين على امتداد الجغرافيا السورية وهذا ما يجعل أمريكا دائماً في موقع الاتهام وأنها لا تحارب الإرهاب وإنما توظفه وتعمل على إدارة أخطاره ولو أن ذلك لم ولن ينجيها من هجمات من إرهابيين قد اتفقت معهم أو ساهمت في تأسيس تنظيماتهم ودعمهم بالمال والسلاح كما حصل في هجمات حلفائها السابقين من تنظيم «القاعدة» على برجي التجارة العالمية وعلى مواقع أخرى في الحادي عشر من سبتمبر 2001.