لا تزال الدوائر الإسرائيلية تعيش فترة من الذهول أمام حدث أمني خطير تمثل بخروج ستة أسرى فلسطينيين من سجن إسرائيلي حصين عبر نفق حفره الأسرى بوسائل لا تخطر على بال أحد ولاسيما أن مصلحة السجون والمعتقلات تمنع دخول أي وسائل معدنية (ملاعق أو شوك أو سكاكين) ما يعني أن إرادة الحياة الحرة والتخلص من ظلام السجون الإسرائيلية ورفض الظلم والاستسلام هي التي ساهمت في تمكن هؤلاء من حفر نفق يمتد لـ 25 متراً ليعبر بهم إلى مكان يستطيعون فيه متابعة نضالهم المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي وبالوسائل المتاحة.
لا أحد يعلم كم استغرق حفر النفق وما الوسائل التي استخدمت فيه، لكن المؤكد أن إرادة الصمود والمقاومة تجعل من أظافر الأسرى وسيلة لا تقل أهمية عن أدوات الحفر العملاقة وتجعل العالم أجمع يؤكد الفشل الاستخباراتي والأمني الإسرائيلي رغم ما يمتلكه من وسائل وكوادر مدربة وهذا ما اعترف به الإسرائيليون أنفسهم.
إن حالة الفشل الأمني الإسرائيلي الأخيرة تضاف إلى حالات الفشل السابقة التي منيت بها منظومة القبة الحديدية والمنظومات الأخرى في اعتراض صواريخ المقاومة التي باتت تصل إلى مختلف المواقع الصهيونية من غزة ومن لبنان وصواريخ الدفاع الجوي السورية والتي باتت تلاحق الطائرات الإسرائيلية في أعماق الأراضي المحتلة وتظهر تطورات إستراتيجية خطيرة باتت تهدد مستقبل كيان الاحتلال الإسرائيلي وفق تقديرات المحللين العسكريين الإسرائيليين.
إن وهم “إسرائيل” بقدرتها على تحقيق الأمن من خلال اعتقال المناضلين الفلسطينيين ومن خلال الاعتداءات المتكررة على سورية ولبنان وغزة والعراق والتهديدات بالعدوان على إيران وعلى دول أخرى وتملصها من تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحل السياسي للصراع العربي- الإسرائيلي وكذلك تعويلها على تطبيع بعض الأطراف العربية معها (تحت الضغط الأمريكي), هذه الأوهام ربما باتت تتبخر من أذهان الإسرائيليين ومن أذهان داعميهم ذلك لأن إرادة الصمود والمقاومة والتصميم على استعادة الأرض والحقوق سوف تنتصر مهما اختلت موازين القوى.