وعود منسية
ليست المرة الأولى التي يتم التطرق فيها إلى الموضوع وعلى ما يبدو أنها لن تكون الأخيرة في ظل تغاضي الجهات المعنية عن الاستجابة لمطالب الأهالي وإطلاقها وعوداً سابقة بالحل.
فسنوات عدة مرت ومازال الأهالي في منطقة الغاب بمحافظة حماة يطالبون برفد مشفى الشهيد صالح عبد الهادي حيدر في مدينة سلحب بالتجهيزات اللازمة لإطلاق العمل به، هذا المشفى المكون من أربعة طوابق والذي تم بناؤه على مساحة 12 ألف متر مربع ويمكن أن يتسع لما يفوق مئتي سرير، وكل ذلك تم بجهود شعبية وأهلية وتبرعات من الأهالي أنفسهم الذين كانوا يواصلون العمل ليلاً ونهاراً حتى الانتهاء من البناء بالكامل، وأصبح على أتم الجهوزية لاستقبال التجهيزات وكل ما يتعلق بالعمل، ولم تتكلف عليه الجهات المعنية شيئاً، وكانت وفود رسمية قد زارت المشفى سابقاً واطلعت على آلية العمل خلال مراحله وعلى ما تم إنجازه، ووعدت بأن يتم تأمين مستلزمات العمل والأجهزة اللازمة للإقلاع بالعمل، وهذا طبعاً منذ عدة سنوات إلا أن شيئاً من تلك الوعود لم يتحقق حتى تاريخه، بل بقيت وعوداً ولم يخرج شيء منها إلى حيز التطبيق، علماً أن الكثير من الأطباء والصيادلة والكوادر التمريضية وغير التمريضية أعلنوا عن استعدادهم للعمل به كمتطوعين بعد أن تستقدم كل التجهيزات وتستوفى مستلزمات العمل. ومعروف كم من القرى المجاورة، التي تتبع لمدينة سلحب التي يفوق عدد سكانها وحدها نحو أربعين ألف نسمة، يمكنها في حال إطلاق العمل بهذا المشفى أن تستفيد من خدماته بما يخفف الضغط على المشافي الأخرى في المدن والمناطق المجاورة، كما يخفف عن المرضى وذويهم عناء التنقل وأجور المواصلات وغيرها من المنغصات التي تفرض عليهم عند مراجعتهم تلك المشافي.
من المعروف أنه في كل الخطط الحكومية يتم لحظ القطاع الصحي وإيلاؤه الدعم الكافي لما لهذا القطاع من أهمية.. فهل سيكون رفد ذلك المشفى بمستلزمات العمل يوماً ما ضمن خطط الجهات المعنية أو ضمن اهتماماتها، أم سيطول انتظار الأهالي لسنوات وسنوات قادمة ويذهب عناؤهم وجهدهم وتبرعاتهم سدى؟!
سؤال نضعه برسم من يهمه الأمر!.