الحركة الشعبية والرسمية اللبنانية باتجاه سورية، تؤكد المؤكد من أن العلاقة السورية- اللبنانية علاقة وجود وأن ما صنعه الله بين البلدين لا يمكن أن يغيره إنسان، وأن الذين حاولوا أن يقطعوا وشائج تاريخية وجغرافية أزلية بين الشعبين والبلدين فشلوا واضطروا أخيراً وبعد عشر سنوات أن يعترفوا أن هذا غير ممكن، بل من سابع المستحيلات وبدأت بشائر العودة التدريجية للعلاقات الطبيعية تحملها الوفود اللبنانية إلى دمشق.
عندما لا تتردد سورية في تلبية طلبات الأشقاء اللبنانيين في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية فهي لا تعير التفاتاً للجروح والإساءات التي مارسها بعضهم في لبنان بحق سورية، فالشام دائماً كانت تتعالى على الجراح ولا تتوقف عند الصغائر ولا تكترث بالعقليات المحدودة والحسابات الضيقة وترى أن ما يضر لبنان يضر سورية والعكس صحيح وهذه حقيقة ثابتة ولا أحد يستطيع تبديلها وأصحاب عقلية القطيعة في لبنان لن ينجحوا في محاولاتهم مهما مارسوا التضليل وتزوير الحقائق الراسخة.
لقد أوجد الأمريكيون ما يسمى “قانون قيصر” ليكون خنجراً في صدر العلاقة السورية- اللبنانية لكن ما يسمى “قانوناً” رغم قساوته وجبروت الولايات المتحدة الأمريكية لم يستطع الحيلولة دون تواصل البلدين وتمكنت قوة هذه العلاقة من اختراقه أكثر من مرة, فعندما احتاج لبنان إلى الأوكسجين في ظل اشتداد جائحة كورونا، كان الأوكسجين السوري جاهزاً، وعندما نفدت الأدوية في الصيدليات اللبنانية كان الدواء السوري حاضراً، وأخيراً وليس آخراً جاءت تلبية الطلب اللبناني بإيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية لتوجه صفعة قوية لكل المراهنين على “قانون قيصر” لخنق البلدين الشقيقين .
في ظل الظروف الصعبة الحالكة التي يمر بها لبنان لن يجد أقرب من سورية لحمل الأعباء معه رغم الضغوط الكبيرة التي تتحملها سورية جراء الحصار الشديد والعقوبات القسرية أحادية الجانب وبتعاون البلدين وتكاتفهما تخف الضغوط وحتى يمكن التغلب على معظمها وأما المعطلون والمعرقلون فلنتركهم ينبحون لأن القافلة تسير ولن تتوقف.