في التعليم العالي

من الملاحظ أن هناك تغيرات إيجابية اعتمدتها اللجنة العليا للقبول الجامعي للعام الدراسي الجديد، وهي إجراءات فرضتها الظروف, وربما المتغيرات والحاجة لزيادة الوارد المالي للخزينة، مقابل قبول أعداد أكبر في الكليات والمعاهد.
لا نتحدّث عن عمل اللجنة وما ترمي إليه، إذ خلصت إلى استيعاب كل الناجحين في الثانويات العامة، لكن ما يميز العام الحالي هو مضاعفة نسبة قبول الطلبة في التعليم الموازي بمقدار الضعف لتصبح ٤٠ % عما كانت عليه في أعوام سابقة، وهذا في حد ذاته تطور يصبُّ في استقطاب شريحة كبيرة في المجال الذي يرغبونه، فإذا توافرت الإمكانية وفق الشروط المحددة لا ضير في فتح المجال أمام الأعداد من الطلاب لتسجيلهم مقابل دفع رسوم مالية, ولو كانت في حدودها المقبولة، خيراً من أن يفكر الطالب باللجوء إلى قنوات أخرى، لعلّ أخطرها الهجرة أو الدراسة في الخارج, ومن ثم تصبح فرص عودته للبلد قليلة.
قرار يصبّ في مصلحة الطرفين, الطلاب أولاً وتحقيق المنفعة المادية للجهات المعنية، والأهم استقطاب الطلبة في جامعات بلدهم لرفدهم بالعلوم والمعارف على درجة من الاحترافية والراحة، لهو خيار مهم ويعزز تمسك من لا تتيح له علاماته أن يظفر بمقعد مأجور في الفرع أو الاختصاص الذي يرغب في دراسته.
في ظل الظروف الصعبة فإن سياسة استيعاب الـ٤٠ % في التعليم الموازي أتت في توقيتها المناسب، فالجامعات الخاصة استبقت الطلاب وعامهم الدراسي الجديد بقائمة أسعار وأجور عالية جداً من الصعب عند شريحة واسعة أن يكون بمقدورهم الاقتراب من الجامعات الخاصة رديف العامة، فكأن سياستها صارت جني المزيد من الأرباح واستغلال أي ظروف تحتم على الأسر مجبرة تسجيل أولادها ببعض الأحيان تجنباً لفوات سنة دراسية أو فرصة عمرهم بإتمام تعليمهم العالي.
سياسة لجنة القبول الجامعي إضافة لما اتخذته من قرارات وخطوات لاستقطاب أغلبية الطلبة، مع زيادة نسبة القبول الموازي يعد تحولاً وإجراء يواكب الاحتياجات والضرورات في سلك التعليم الذي تحول إلى مكان للاستغلال والابتزاز من جانب الجامعات الخاصة .. فالتعليم العالي في الجامعات والمعاهد العامة ولو بشكله الموازي وغيره من أشكال تعليمية خيار يجب دعمه والتوسع به لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من طلاب الوطن، فأمام الغلاء والضائقة الاقتصادية لا يستطيع أي طالب التفكير بالجامعات الخاصة بعد أن تحول هدفها إلى الربح الفاحش أولاً ومن ثم التعليم، وهذا الأخير لم يكتشف مستواه وانعكاسه على الخريجين بعد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار