الشجاعة والثقة بالنّفس أولاً
ما كان ينقص منتخبنا الكروي في أولى محطاته في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم أمام المنتخب الإيراني وخسارته بهدف للاشيء، هو الشجاعة في اللعب، والانفتاح أكثر نحو المرمى الإيراني الذي لم يكن في أفضل حالاته، لاعبو منتخبنا تنقصهم الثقة بالنفس, وليس التكتيك الفني والانتشار الصحيح في الملعب، بل الانطلاق بثقة أكبر وخاصة أنه يملك المؤهلات اللازمة لتحقيق الفوز أو الخروج بنقطة التعادل، وهذا ما كان يعيب لعب منتخبنا ومدربه الذي اعتمد في خطته على الانكماش في منطقة الدفاع، وهذا بعكس التخطيط الصحيح في المثل القائل: كن شجاعاً ولا تجعل الخوف من الوقوع في الأخطاء يمنعك من تسديد الكرة.
وهذا ما حصل بالفعل حيث نتيجة الخطأ من دفاعنا جاء الهدف أولاً، ومن عدم الثقة بالفوز والخوف من الخسارة ثانياً، لذلك اعتمد المدرب على خطة دفاعية بحتة بغياب الهجوم، وكانت النتيجة الخسارة بصعوبة أمام المنتخب الإيراني الذي لديه عيوب بالجملة كان على مدربنا أن يقرأها بشكل جيد و أفضل في الشوط الثاني.
وبرغم الخسارة المُرّة إلا أنه لا يمكننا أن ننكر على لاعبينا ما قدموه من أداء جيد وخاصة في دفاعهم عن المرمى، ومن إرباك المرمى الإيراني وتهديده وخاصة في ربع الأخير من الشوط الثاني، لذلك فإن مباراتنا مع المنتخب الإماراتي الثلاثاء القادم ستكون صعبة وبمنزلة الامتحان الأخير لمقدرات المنتخب، ونأمل أن يستفيد مدربنا المحروس من أخطاء مباراة المحطة الأولى ويلعب بثقة أعلى لأن الفوز مهم بهذه المباراة حتى يعود إلى سكة التأهل من جديد, وخاصة أن مباريات فرق مجموعتنا انتهت إلى التعادل وهذه لمصلحة منتخبنا، وفي حال الفوز في مباراته القادمة ستعود الثقة لمنتخبنا ويكون الانتصار الأول للمدرب الوطني نزار محروس الذي لا نشك بمقدراته التدريبية العالية من جهة، ومن جهة ثانية يثأر لهزيمة منتخبنا أمام الإمارات في تشرين الثاني 2003 ضمن تصفيات أمم آسيا, فهل يتمكن المحروس ولاعبوه من تحقيق ذلك ووضع أول خطوات التأهل المونديال قطر 2022؟.