أقساط المدارس ..!

مع بداية كل عام دراسي نشهد حملة من الدعاية والإعلانات لأسماء عدد من المدارس الخاصة، إذ تعمد كل مدرسة لاستخدام وابتكار أنواع جديدة من الأساليب لجذب المزيد من الطلاب وبالتالي تحقيق أرباح أكثر , بمعنى؛ شئنا أم أبينا أصبح التعليم مثل أي سلعة تجارية لها سوقها وقوانينها بل وحيتانها ..!
هذا الهمّ المزمن مع بداية كل عام يثقل كاهل كل أسرة لديها أبناء ولاسيما طلاب الشهادة الثانوية، ليضع الأسرة أمام خيارين, إما تأمين أقساط خيالية تقصم ظهر كل أسرة و إما الاتجاه للتعليم العام الذي لم يعد في رأي البعض كما السابق, ليصبح تأمين القسط السنوي أولوية الأولويات بالنسبة للأهل حتى لقمة الأكل تأتي بعد تأمين القسط المدرسي، فالتعليم ليس كما كان أيام الزمن الجميل, حيث كان المعلم يعطي بضميره و من كل قلبه…
إذاً ظاهرة الاتجاه للمدارس الخاصة باتت فعلاً حالة عامة, ولهذه الظاهرة أسبابها كوجود خلل ما في إعطاء الدروس أو لدى المدرسين أو حتى ضعف في المستوى المعرفي لدى الطالب , أو حتى ثقافة المجتمع وتباهي البعض بإنفاق الملايين من الليرات على أبنائهم , في الوقت الذي أصبح سقف أحلام الفقراء تأمين رغيف الخبز، فكيف الحال بتأمين أقساط مدارس خاصة ..!
بموازاة ذلك لا تزال تلوِّح وزارة التربية بعصا التهديد والوعيد للمدارس المخالفة بالأقساط ,أو بأي مخالفات.. لكن النتيجة هي أن هذا النوع من التعليم له سوقه وقوانينه وأرباحه الفاحشة، ومن الضروري تفعيل الجهات الرقابية واتخاذ العقوبات الرادعة بحق المخالفين قولاً وفعلاً، والأهم أن تعيد الجهات المعنية النظر في الأسباب التي أدت إلى تكريس هذه الظاهرة وتبحث عن أساليب ناجعة من شأنها أن تعيد للتعليم بريقه وقيمته المعرفية بعيداً عن لغة الربح والخسارة مثل أي سوق أخرى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار