«تطفيش»… و«بروظة » !
إنجازات كثيرة نسمع عنها بين فترة وأخرى حققها سوريون في الخارج إن كان في (الطب, الدراسة, الصناعة, الرياضة, الاختراع) أو أياً كان مجالها، ونالوا مراتب متقدمة لتفوقهم على أقرانهم مع إن أغلبية هؤلاء حصلوا على خبراتهم في بلدهم قبل السفر إلى الخارج.
وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤلات من مثل: لماذا لم يبدع هؤلاء عندما كانوا في بلدهم بالمستوى نفسه الذي برزوا فيه في الخارج ؟ .. ولماذا لم يتم تشجيعهم وتطوير مهاراتهم والاستفادة من خبراتهم ؟ فمعروف أن لدينا الكثير من الخبرات والكفاءات ولكن للأسف لا يتم الاهتمام بها أو دعمها واستثمارها أو حتى الاستعانة بها أثناء تنفيذ الخطط والمشروعات، بل يتم التوجه إلى أشخاص قد لا يكون لهم أي علاقة بالمجال ويتم توكيلهم بمهام ومسؤوليات قد لا يفقهون بها شيئاً لا لشيء إلا لقربهم وعلاقاتهم الشخصية أو الأسرية مع ذوي النفوذ في مؤسساتهم أو ربما لمصالح معينة (كرمى عيون البعض).
للأسف إن الكثير من الكوادر العاملة في القطاع العام في ظل تهميشها والاستغناء عن خبراتها أصبحت تعدّ الدوام تمضية للوقت وتعد الساعات إلى أن ينتهي لتبدأ مجال عملها الخاص الذي ربما تحقق فيه إنجازات تحسب لها، فكفى ببعض إدارات المؤسسات تهميشاً للكوادر المبدعة ولتبتعد عن الانتقائية وإرضاء فلان على حساب فلان بعيداً عن المهنية والخبرة.
بتنا اليوم في أمس الحاجة للبحث عن تلك الخبرات وإعطائها الاهتمام الكافي الذي يجعل ثمرة عطائها لما فيه خير البلد, إذ لا يخفى على أحد كم من مشاريع وخطط لدينا كانت الكوادر المنتقاة وراء فشلها، ورغم ذلك يتم (تلميعها و بروظتها), وبما أن المرحلة مرحلة عمل وإنتاج أصبح الاعتماد على المتميزين والاستفادة من خبراتهم ضرورة وكفى بنا تجريباً لأشخاص كانوا على رأس عملهم في أماكن أخرى ولم يسجل لهم أي إنجاز يذكر، ولنخفف من المحسوبيات في كل شيء ومن تطفيش الكوادر الكفوءة ؟.