دورة ألعاب جريح الوطن
إيماناً منهم بأن الإرادة الصلبة عنوانهم، وبأن الغد سيكون أفضل لوطن العزِّ والإباء والكرامة، كانت دورة ألعاب جريح الوطن الأولى ليعبّر جرحانا من خلالها بكل ما أوتوا من حب لوطنهم بأنهم الأقوى والأقدر على صنع الانتصار الرياضي، كما صنعوا النصر في الميدان بمحاربتهم الإرهاب الأسود، وبأن القادم من الأيام سيكون أكثر فرحاً وسروراً وتفاؤلاً.
فدورة ألعاب جريح الوطن الأولى التي تستضيفها حالياً اللاذقية بمشاركة نحو 100 جريح وبمشاركة دولية وعربية لها معانٍ كثيرة فهي تجسد انتصاراتهم وبطولاتهم، وهذا ما تجسد في حفل الافتتاح الذي تضمن المعاني الحقيقية والأهداف النبيلة لإقامة هذا النشاط الرياضي المهم والذي كان حفلاً رائعاً يحمل جميع معاني العزّ والشرف والبطولة والشجاعة لرجال الله في الميدان وهم يردون عن أنفسهم وشعبهم ووطنهم أذى المجموعات الإرهابية ليبقى الوطن آمناً وسالماً.
وهذا ما عبّرت عنه السيدة أسماء الأسد خلال لقائها بالجرحى الرياضيين المشاركين في منافسات هذه الدورة بقولها: أنا فخورة بروح التحدي الموجودة لديكم، هذه الروح التي جعلتكم لا تنكسرون بعد الإصابة، هي الروح التي جعلتكم تستمرون بالثبات نفسه، وهي ذاتها التي جعلتكم تتجاوزون كل العثرات والعوائق, وأهمية دورة ألعاب جريح الوطن ليست فقط أنها تُقام للمرة الأولى بل لأنها أيضاً تُرسخ أن الجريح قادر ومتمكن، وهذا ليس مجرد شعار بل هو حقيقة بإرادتكم وتضامنكم، أنتم جعلتموه حقيقةً وأصبح واقعاً ملموساً. و بمشاركتكم بهذه البطولة حملتم رسالة الأمل والإصرار.. هذه الرسالة التي يجب على الجميع تعلمها منكم.
فالمشاركة الكبيرة في هذه الدورة من قبل جرحانا والرعاية الكبيرة لها سواء خلال تلقيهم التدريب الرياضي اللازم لتطوير مهاراتهم وتحفيز قدراتهم اللامحدودة في رياضاتهم التي اختاروها ليخوضوا المنافسات فيها على مدى خمسة أيام بعيدين كل البعد عن كل ما يعوق طموحاتهم، خصمهم الأول هو العجز، وهدفهم الأسمى هو تحدي الإصابة, وهذا ما جسد كل هذه المعاني النبيلة من إقامة هذه الدورة التي غايتها وهدفها من ذلك تعزيز القدرة الجسدية والحسية والحركية لديهم، هذه الغاية التي تندرج ضمنها الرعاية الطبية من علاج فيزيائي وتأمين الأدوية وإجراء العمليات الجراحية وكل ما يحتاجه الجريح من الناحية الصحية والطبية, وبذلك تُصبح الرياضة محل علاج أيضاً، حيث نتحدث عن جهد مضاعف، وحركة أكبر، وتالياً مقدرة أكبر وأوسع, قدمها الاتحاد الرياضي العام عبر مدربيه وكوادره الفنية الذين أشرفوا على تدريبات نوعية للجرحى المشاركين على مدار أكثر من شهر ونصف الشهر.
ويبقى أملنا بالجرحى الفائزين في الألعاب المعتمدة في هذه الدورة من خلال تنافس شريف فيما بينهم في ألعاب كرة السلة والريشة الطائرة والسباحة ورفع الأثقال وألعاب القوى حيث يسعون للوصول إلى منصات التتويج وتحقيق المراكز الأولى المُتقدمة في نشاطهم الأول ويفوزون بالجوائز المادية المعتمدة للمراكز الأولى والتي تدفعهم إلى مشاركات رياضية قادمة في منافسات عربية وقارية وعالمية بعد حصولهم على ميزات رياضية طموحة تتضمن معسكرات تدريبية خاصة تساعدهم على الاحتراف الرياضي.