في عيدهم.. غصّة

من يسمع الصفات التي أطلقت على الصحفيين في عيدهم الذي حلّ منذ يومين، وتطلق خلال الخطابات الرسمية بأنهم كانوا المدافعين بأقلامهم عن البلد وأنهم مرآة تعكس هموم المواطن يدرك أن الجهات المعنية تعرف تماماً حجم المهام الملقاة على عاتقهم ولكن يا ترى أليس للصحفيين أنفسهم هموم الواجب الالتفات إليها والعمل على معالجتها من تلك الجهات التي يفترض أن تكون حاضنة لهم ومدافعة عنهم وهي ممثلتهم ؟.
عيد الصحفيين مرّ هذا العام كما سابقوه وفي قلوبهم غصة، إذ لم يلحظ أي تحقيق لمطالبهم التي كانت ولا تزال حاضرة وفي كل مناسبة بما ينصف الجهود التي يقومون بها أثناء عملهم وكم التحديات التي تواجههم وحجم التعقيدات والروتين الممل الذي يعترض عملهم عند محاولتهم الحصول على المعلومة من جهة رسمية يفترض أن تزودهم بها ولكنها تماطل بالرغم من التوجيهات ومن أعلى المستويات بضرورة التعاون معهم وأن من حق الصحفي الحصول على المعلومة بيسر وسهولة .
مطالب كثيرة وهي حقوق مشروعة للصحفيين من حقهم الحصول عليها كبقية النقابات والاتحادات, ليس أولها طبيعة العمل التي مازالوا يتقاضونها حسب راتب العام 2013 والتي تمت المطالبة بتعديلها مراراً وكانت الوعود بذلك حاضرة لكن شيئاً بهذا الخصوص لم يتحقق, يضاف إليها ضرورة التوصيف الوظيفي الذي يمنع المحسوبيات في التعيينات وتجهيز وسائل خاصة بالعمل, والنظر إلى موضوع الاستكتاب الذي يتم التمييز فيه بين مؤسسة إعلامية عامة وأخرى, إذ نرى إجحافاً بهذا الموضوع فالبعض يصل استكتابه إلى ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه زميله في نفس المهنة وهما يؤديان المهام نفسها وربما يكون جهد الثاني أكبر, ولا نذهب بعيداً إذا تطرقنا إلى موضوع الجمعية السكنية الخاصة بالصحفيين والتي طال انتظارها لسنوات وسنوات وما زلنا على الوعود تلو الوعود وليس انتهاء بالشاليهات أسوة بالنقابات الأخرى التي توفرها لعامليها,. كل تلك المطالب وغيرها ملَّ الجميع انتظارها وانتظار ما يثلج قلوبهم من إجراءات تشعرهم بأنّ الجهات المعنية تقدر فعلاً حجم عملهم وجهودهم !.
وهنا نقول: الاحتفال بعيد نقابة ما لا يكون بالخطابات والشعارات والوعود والتقاط الصور وإنما يكون بالسعي الدؤوب لتحقيق مطالب المنضوين فيها والسعي لإنجاحهم بكل السبل، فهل نرى في عيد الصحفيين القادم تحقيقاً لشيء من مطالبهم وحقوقهم ليكون لهم عيد بحقّ ؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار