تقييم الإدارات
من نجاح الأعمال وتحقيق الريادة والجودة القيام بعمليات التقييم وقياس مدى نجاح الإدارات في قيادتها للمهام والمسؤوليات، بمعنى تقييم ما قدمته الإدارات وبشكل دوري بعين مسؤولة وحيادية هي أساس مرتكزات الوصول إلى مستويات متقدمة في عزل الإدارات الناجحة عن تلك الاتكالية أو المقصرة، وهذه تكون وبالاً على الإدارة وعلى علاقة المواطن بمؤسسات الحكومة، والقصور في تأدية الواجبات وتالياً شعور وربما نفور وعدم رضا عن بعض ما تقدمه.
ما يهم هو التركيز على حسن الاختيار من الأشخاص القياديين ممن يملكون مواهب وقدرات ومبادرات يبحثون عن إيجاد مخارج تجاه بعض المسائل حتى لو كانت على درجة قليلة من الأهمية، لإبقائهم مستسلمين راضخين ينتظرون ما سيأتيهم من تعليمات، وربما يسوقهم خوفهم على الكرسي لعدم مناقشة مرؤوسيهم مجرد نقاش بأي عارض أو أمر يهم إدارتهم أو موظفيهم، إلى أولئك القول: آن الأوان لأن يتحمل أي مدير أو مسؤول جلّ مسؤولياته على أكمل وجه، ويبادر إلى طرح حلول، ويقف عند كل أزمة أو مشكلة سعياً في إيجاد مخارج، لا تصيّد الأشخاص والنيل منهم وربما التسلق على أكتاف البعض لتحقيق مآرب خفية تعود بالنفع عليه، تاركاً مسائل الإدارات ومشكلاتها تتراكم بلا حلول، ولا يبادر حتى بإعلام مرؤوسيه أن هناك إشكالات كذا وكذا، تحتاج حلاً ..!
تقييم أي مدير مسؤولية كبرى ومهمة، يجب أن تكون أولوية لدى الحكومة خلال المرحلة المقبلة، فبالتقييم يمكن تحديد أين يكمن الخلل، ومن هو المسؤول عن التقصير..! والسؤال هنا: هل الوزارات المعنية تقف مطولاً عند مؤشرات الشركات والمؤسسات الإنتاجية والاقتصادية..؟ هل تتمحّص جيداً بأرقام خططها الإنتاجية والتسويقية وحسابات الربح والخسارة والمخازين ..؟!
أعجب بحق عندما تطلع على وثائق مؤسسة إنتاجية تعجبك أرقام الخطط الإنتاجية وحتى المنفذ منها وبعضها يزيد على المئة في المئة، وعندما تصل إلى أرقام الربح والخسارة تصاب بالاستهجان.. والغريب أكثر عندما تود سماع السبب يأتيك كلام المدير بأن هناك صعوبات بالغة ليس لنا دخل بها ويسرد لك قائمة شماعات تعليق المسؤوليات .. !
التقييم والمحاسبة على النتائج حلٌّ يصل بالإدارات والنهوض بها إلى برّ الأمان والربح وتأدية خدمات تليق بالوطن والمواطن.. نهج يجب أن يسود وبقوة، لعلّ في ذلك تنشيطاً وإيصال كفاءات تعشق العمل والنجاح.