إنجاز رياضي عربي لطاولتنا
أن يفوز منتخبنا للناشئات على منتخب مصر بالكرة الطاولة وبنتيجة 3/1 ويتوج بثلاث ميداليات من أصل أربع، بذهبية فرق الناشئات وفضية فئة الشبلات وبرونزية الأشبال في البطولة العربية التي شاركت فيها 13 دولة واستضافتها قبل أيام الأردن، فهذا بحد ذاته إنجاز لهذه اللعبة ولاتحادها النشيط الذي استطاع بناء قواعده بالشكل الصحيح، ونستطيع أن نطمئن بأن وصول اللاعبة هند ظاظا إلى أولمبياد طوكيو ليس طفرة أو ضربة حظ كما وصفها البعض من الذين لا يروق لهم أن يروا ما تحقق لهذه اللعبة خلال عام ونصف العام من تولي هذا الاتحاد مهام قيادة اللعبة التي كانت قبل هذا التوقيت خارج المنافسات العربية وغير قادرة على الدفاع عن نفسها مع ضياع كامل لكوادرها كما هي بقية بعض الاتحادات الأخرى التي لم تفعل شيئاً سوى الصراخ السلبي لواقع اتحادات رياضية متهالكة لا همّ لقياداتها إلا المناصب الإدارية على حساب الواقع الفني لمنتخباتها ونشاطها المحلي والخارجي.
فالمتابع لواقع رياضة الكرة الطاولة يدرك تماماً ما معنى أن تفوز منتخباتنا بالأعمار الصغيرة على منتخبات مصر التي تملك قاعدة كبيرة وصيتاً قوياً على الصعيد العربي والإفريقي والآسيوي وحتى العالمي، وما أذكره أنه في عام 2008 كانت منتخباتنا مشاركة في البطولة العربية التي استضافتها مصر وكان لي شرف تغطيتها الإعلامية آنذاك، وكيف كانت منتخباتنا المشاركة في هذه البطولة تهوي أمام الفرق المشاركة من دون أن يكون لديها أدنى قوة لتحقيق المنافسة المطلوبة، وما أذكره أن منتخبات مصر كانت هي الرائدة والمسيطرة على أجواء المنافسة بكل فئاتها، لذلك فإن ما حققته منتخباتنا الشابة في البطولة العربية الحالية هو إنجاز حقيقي وتحول كبير في مسار هذه اللعبة التي أصبحت قادرة على تحقيق المنافسة وإثبات وجودها قوية بين المنتخبات العربية، لذلك فإن قيادة هذه اللعبة تستحق كل التقدير والاحترام لما بذلته في سبيل الوصول إلى قاعدة متينة من الشابات والشباب وبوقت قصير وتفعيل هذه اللعبة التي كانت شبه معدومة في الأندية التي بدأت تتفاعل حقيقة مع اتحاد اللعبة وخاصة بعد الاهتمام غير المسبوق الذي حظيت به هذه اللعبة بوصول بطلتنا الصغيرة بنت الـ12 ربيعاً إلى أولمبياد طوكيو.
لذلك نتمنى من الاتحادات الرياضية الأخرى وخاصة المقصرة منها أن تحذو حذو اتحاد الكرة الطاولة وتعمل مثله على بناء القواعد والاهتمام بها لأنها البوصلة الحقيقية من أجل بناء رياضي شامخ قادر على تحقيق المنافسة والوصول إلى منصات التتويج العربية والقارية والعالمية.