لا يتوقف كيان الاحتلال الإسرائيلي عن قرع طبول الحرب في المنطقة، تارة باتجاه غزة، وطوراً باتجاه سورية وإيران، ودائماً باتجاه لبنان.
وهذه المرة أرغى وأزبد وتمادى في عدوانه إلى حد قصفه جنوب لبنان بالطائرات لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً خارقاً بذلك ومخترقاً الاتفاق الذي تم بعد انتصار حزب الله في تموز عام 2006 بغية تغيير قواعد الاشتباك بينه وبين المقاومة واستباحة لبنان مرة أخرى براً وبحراً وجواً.
لم يتوقع العدو الإسرائيلي أن يكون هناك أي رد على خرقه الخطير وعدوانه السافر لأن حزب الله وفق حساباته وتقديراته مهتم بأوضاع لبنان المتردية وأنه -أي الحزب- منهك جراء ذلك، وغير قادر على فعل شيء.
لكن المفاجأة الصادمة للعدو وتقديرات قادته الخاطئة كانت عندما رد حزب الله بصواريخ نحو الأراضي المحتلة وجاء هذا الرد السريع في وقته ليجهض مخطط جيش الاحتلال في الاستمرار بالاعتداء والتمادي والاختراق وصولاً إلى تغيير كامل لقواعد الاشتباك والعودة إلى ما قبل تموز عام 2006.
وعندما استخدم جيش العدو ما يسمى “القبة الحديدية” للتصدي لصواريخ المقاومة كانت المفاجأة الصادمة الثانية، حيث عجزت هذه القبة عن إسقاط الصواريخ، مثلما عجزت بالأمس البعيد عن إسقاط صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة، ما حدا ببعض المعلقين والإعلاميين إلى تسميتها بالقبة الخشبية بدلاً من القبة الحديدية.
لقد ظن العدو الإسرائيلي أن قصف طيرانه مجدداً لجنوب لبنان سيشطب الإنجازات التي حققتها المقاومة في حرب تموز وأنه قادر على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن رد حزب الله الحاسم كان بمثابة ضربة عسكرية جديدة لكيان العدو الذي وجد نفسه خاسراً مرة أخرى مع المقاومة التي استطاعت أن تفشل خطط العدو ونياته المبيتة، وتثبت قواعد المواجهة من جديد وتلجم العربدة الإسرائيلية ومحاولة التمادي باتجاه الأرض اللبنانية والشعب اللبناني وتجعل من طبول حربه التي يقرعها ليلاً ونهاراً مثقوبة ولا تخيف أحداً.