يبدو أن “إسرائيل” مصممة على تسميم العلاقات الدولية وافتعال الحوادث التي تهدد الأمن والسلم الدوليين مع اتهام أطراف أخرى لتظهر في مظهر “الحمل الوديع” ولإثارة الشفقة لدى الأطراف الدولية بعد أن ارتكبت العديد من المجازر بحق الفلسطينيين والعرب وارتكبت عشرات الاعتداءات على سورية والعراق واغتالت العديد من علماء الذرة الإيرانيين، إضافة لاستهداف العديد من سفن النفط الإيرانية طوال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق أتى استهداف السفينة الإسرائيلية في خليج عمان وقتل اثنين من طاقمها من جنسيات أوروبية لاتهام إيران بذلك، واتبعته باختطاف عدد من ناقلات النفط في ذات المكان بغية إثارة العداء لإيران من أوروبا وأمريكا بالتزامن مع استلام الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي لمهامه الدستورية وإعلانه بأنه سيتابع المفاوضات لعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي الإيراني.
إن ما جرى ويجري في الخليج هو للإيحاء بأن أمن الملاحة وأمن الطاقة في خطر وأن ذلك الأمن لن يتحقق إلا بتشكيل حلف أمريكي- إسرائيلي- خليجي في مواجهة إيران، مع أن إيران أكدت بأنها بريئة من ارتكاب تلك الحوادث التي لا تخدم مصالحها ولا تخدم مصالح دول المنطقة.
إن عبث “إسرائيل” بأمن الملاحة في الخليج ساهم في تسميم العلاقات الدولية على الرغم من عدم وجود أدلة لدى واشنطن ولدى العديد من العواصم الأوروبية بضلوع إيران في ارتكاب تلك الحوادث.
وبالتالي فإن التروي في اتخاذ قرارات الرد حتى معرفة الجاني الحقيقي وكشف الأصابع الإسرائيلية في افتعال تلك الاعتداءات قد يجنب المنطقة حروباً مدمرة لن تنجو من آثارها الخطيرة “إسرائيل” وجميع الأطراف التي تحاول صب الزيت على نار الفتن التي تحاول إيران تحجيمها والوصول إلى علاقات حسن جوار مع دول الخليج ورفع العقوبات الأمريكية الجائرة عن شعبها والحفاظ على برنامجها النووي السلمي الذي حاولت واشنطن و”إسرائيل” شيطنته.