الخبز.. المعادلة الصعبة !
سؤال محيّر فعلاً، هل معادلة الخبز صعبة ومعقدة لهذه الدرجة، وتبدو عصية على الحل، فلم تستطع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إيجاد الحلول المناسبة لهذه المعادلة، فمنذ عقود والمعاناة والشكاوى مستمرة, وتتكرر من رداءة الرغيف وسوء نوعيته ومن نقص الوزن الكبير وعلى عينك يا تاجر، فالميزان أصبح في خبر كان، وإن وجد فهو يستخدم كتحفة من أيام الزمن الجميل، وفشلت كل الجهود التي بذلت لضبط هذه المعادلة في الكثير من الأفران, وكل الضبوط التموينية لم تستطع تقويم المعادلة, ولم يشفع لهذا الرغيف كل الخطوط الحمراء التي وضعت لحمايته من التلاعب.
واليوم تستمر فصول المعادلة وتزداد صعوبة وحدّة ًمع بداية تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع الخبز, والتي أثبتت فشلها حتى الآن ولاقت اعتراضاً من الكثير من الناس نتيجة المعاناة التي رافقت تطبيقها، فالنوعية ما زالت سيئة وتزداد سوءاً ورداءة بسبب تكديس ربطات الخبز الساخنة فوق بعضها لأن صاحب الفرن سيضطر لإنتاج وتكديس الخبز وانتظار الزبائن، أضف إلى ذلك رداءة المعالجة وطريقة التصنيع، ما يؤدي إلى تكسر وتفتت الخبز وتصدر عنه روائح تجعله غير صالح للاستخدام البشري، وذلك بسبب سوء نوعية الخميرة وتخزينها, والتي تحتاج برادات لحفظها بظروف مناسبة, وهذا غير متوافر في الكثير من الأفران إن لم نقل كلها.
أيضاً الآلية الجديدة لم تقدم حلاً لنقص الوزن لربطات الخبز فما زالت على الأغلب تتراوح بين 700-800 غ للربطة في الكثير من الأفران ويتم البيع بعدد الأرغفة, وهنا يظهر التفنن والعبقرية بتصغير وترقيق حجم الرغيف، وبهذا الشكل فإن هذه الآلية لن تحل المعادلة التي أتت من أجلها أصلاً وهو الهدر، فالكثير من الناس سيضطرون لرمي كميات كبيرة من هذا الخبز بسبب رداءته لأنه غير صالح للاستخدام الآدمي، أو سيضطرون لأكل رغيف لا يؤكل أبداً.
وهنا تجدر الإشارة إلى مسألة هامة بأن الكثير من الناس لم يستطيعوا الحصول على مستحقاتهم من الخبز بسبب مشكلات في الرسائل وبسبب رداءة شبكة «النت»، برغم أن الخبز موجود أمام أعينهم، وتالياً ما الآلية الجديدة، وما ذنب أصحاب الأفران والمعتمدين أن يتكدس عندهم الخبز ويصعب تصريفه، ويصبح حال الناس كمن يرى ماء البحر ولا يستطيع شربه.