أصحاب الضمائر العفنة !
هل شعر أحد أن شيئاً ما تغير عما كانت عليه الأمور سابقاً ؟ بمعنى مباشر؛ هل خفّ تلاعب وغش بعض المتلاعبين الغشاشين و نصبهم ومكرهم وما يقومون به من عمليات غش في الأطعمة والمواد..؟
ليس الهدف التقليل من دور أي وزارة أو أي قانون أو إجراء ناظم لأمثال من يرتكب كل يوم فظاعات خطيرة بحق لقمة العباد ..! ولكن برغم كل الإجراءات الصارمة والجولات وتسطير الضبوط إلا أن ممارسات من شقّ طريق النصب والاحتكار والغش لن يحيد عنها، ثقافته كلها انصبّت على غش المستهلك والتلاعب واقتناص الفرصة في أي حالة أو أزمة لاستغلال الحاجات بعيداً عن أي رادع أو وازع من ضمير.. نظرته فقط كسب المال ولا اكتراث لأي شيء آخر ..!
لقد زادت مخالفات الغش وخاصة في الشق الغذائي للمواطن، فكل يوم تكشف لنا عناصر ودوائر وزارة حماية المستهلك عن «خبطة» ضبط وتوضح بالصورة مدى الأذى وإهمال الجانب الصحي للبشر، عبر خلط بقايا بعض المواد بمواد منتهية الصلاحية، ولا علاقة لها بأي طعام صحي، وكل ذلك لتحقيق الربح فقط .
صور بمخالفات لمواد كاللحوم بشقيها، الغذاء الأساس الذي يحظى بشعبية وخاصة الأبيض كمادة الفروج واستخداماتها، فالغش بأعلى مستوياته، والتلاعب ليس بالأسعار فقط بل بالجودة والنظافة، وهذه حدّث ولا حرج ، وهو موضوع ليس بتلك الحداثة وإنما ما وصل من فظاعات وارتكابات إلى حد الاستهتار الكلي بصحة المستهلكين يستدعي الحذر والتشدد أكثر باتخاذ أشد العقوبات الناظمة، بلا أي رحمة بحق أولئك المتلاعبين الذين يغشون ليل نهار ..!
مسائل الغذاء وتوافره للمواطن مضمون الجانب حق رئيسي، فالضرب بيد من حديد لمخالفين بعيداً عن أي تهاون أو رأفة، وفرض عقوبات مادية بالحدود القصوى لأمر يجب أن يكون هو خط التنفيذ الأساسي، عندها ربما تقلل من ارتكابهم للغش والسرقات العلنية من رقاب وصحة المستهلكين ..!
ليست تلاعبات غش المواد الغذائية هي السائدة، فهناك عمليات غش متنوعة طالت معظم الاحتياجات التي يطلبها المواطن كل يوم، فاليوم تتحدث وزارات معنية وبالفم الملآن عن عمليات غش في تجهيزات الطاقات البديلة الموجودة بالأسواق منذ سنوات، ولا أحد يعرف كيف دخلت ..! هناك من يتحدث ويشير إلى الغش في قطع تبديل السيارات والتجاوزات الحاصلة، وفي عمليات استيراد دواليب السيارات وأسعارها الجنونية ..! وغيرها من الغش الشيء الكثير .
المراقبة الحثيثة والصارمة، والتفتيش الدقيق عن كل الصغائر لإجراء يكتسب درجة من الأهمية خلال أيام موجات فلكية الأسعار للبضائع والسلع، لقد عميت عيون البعض، وماتت ضمائر البعض منهم، يسنّون أسعارهم الجنونية، يعرفون كيف يتجاوزون وينهشون، ويتقنون حيل التملّص من العقاب، فاحذروهم جيداً، ولا غير التشدد معهم من بديل …!!