تكريم في مهرجان!
معظم المشتغلين في مجالات إبداعية متنوعة، ينتظرون أن يتم تكريمهم من قبل هيئة ما لقاء ما أنجزوه في حياتهم، ولذلك تجدهم يطالبون به مرة بالتصريح ومرة أخرى بالتلميح, لكننا لن نعدم وجود بعض المبدعين الذين يستحقون التكريم من أكثر من هيئة، لكنهم يخدرون في عباءة صمت, ولا ندري لماذا يلهث بعض هؤلاء إلى أكثر من تكريم، من دون أن يقنعونا بإنجازات مهمة أو خارقة لما هو سائد في الإبداع، حتى يستحقوها، بخاصة إن كانت المطالبة من هيئات تخصصية بالإبداع، فالمنطقي أن تنجز ما تريد من دون انتظار مكافأة ما، برغم ما للتكريم من قدرة على زرع حوافز لمتابعة المشوار. أمّا أن يأتي التكريم من هيئات غير اختصاصية بالإبداع، علمية مثلاً، فله خصوصية، تشكر عليه هذه الهيئة أو تلك، لتنبهها بضرورة تكريم بعض الأسماء التي تجد أنها تكبر هي بهم وتكرّم نفسها إن كرمتهم، كما فعلت مؤخراً جامعة الحواش الخاصة، في محافظة حمص، وذلك ضمن تقليد مشاركتها في فعاليات مهرجان القلعة والوادي, فالتنبه إلى ضرورة الاهتمام بالمبدعين، واجهتنا الحضارية، ضرورة وجودية، إذ تبقى أعمالهم ونفنى جميعنا, ولقد اختارت إدارة جامعة الحواش أسماء عدة ومن أجيال مختلفة، ومن حقول إبداعية متنوعة وفق ما صرحت به الناقدة د. سمر الديوب، لأنهم في الجامعة يؤمنون بالجمال بكل أطيافه: «الشعر، النقد، المسرح، التمثيل، الإخراج، الغناء، الفن التشكيلي، مسرح الأطفال»، وهم من حقل الأدب: الناقد حنا عبود، الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل، الشاعر والناقد عبد الكريم الناعم، الروائية ريم حبيب, ومن حقل الفن: الممثلة أنطوانيت نجيب، الممثل حسام تحسين بك، الممثلة في مسرح الأطفال تماضر غانم، المخرج السينمائي أوس محمد، المطرب المغترب ريمون معماري. ومن حقل الفن التشكيلي: الفنانان إسماعيل الحلو، وموفق مخول، والفنانة سميرة مدور, لكن لا ندري لماذا لم تُشهر الأسماء في برنامج فعاليات المهرجان، برغم أن هذا من صلب التكريم فهو يجذب بعض المتابعين لصالة كان يفترض أن تكون مليئة أكثر بحضورٍ يناسب فعالية كهذه, ولعل إدارة الجامعة تعرّف بإنجازات من ستكرّمهم في دورات لاحقة على شاشة المسرح من خلال جهاز الإسقاط، بما أن التكريم بات تقليداً لديها.