صناعة البطل الأولمبي
لاشك في أن وجود لاعبينا الأبطال في أولمبياد طوكيو هو بحد ذاته إنجاز حقيقي للرياضة السورية، وتسجل لقيادتها التي لا توفر أي جهد من أجل الارتقاء برياضتنا لتكون بين الكبار رغم كل الصعوبات التي تواجهها على الصعد كلها، وبغض النظر عن النتائج التي حصل عليها أبطالنا في ظل استعداد أقل ما يقال عنه إنه صعب جداً لما تعانيه رياضتنا من الحظر المفروض عليها، الذي يجعل من تأمين احتياجات المعسكرات سواء الداخلية أم الخارجية مهمة شبه مستحيلة، وبرغم كل ذلك تحاول القيادة الرياضية جاهدة تأمين ما يمكن تأمينه حتى لا تغيب عن المشاركات المهمة رياضياً.
فأبطالنا المشاركون في هذه الأولمبياد قدموا كل ما بوسعهم ونافسوا بشرف وهم محط إعجاب وتقدير رغم خروجهم من منافساتهم نظراً لقوة المنافسة الشديدة من لاعبي الدول المشاركة، وتبقى لنا منافستان عبر فارسنا المتألق أحمد حمشو ورباعنا معن الأسعد اللذين نأمل منهما تحقيق ميداليات براقة في منافساتهما القادمة.
وهنا لابد من أن نذكّر القيادات الرياضية المسؤولة بأن إعداد البطل الأولمبي يحتاج إلى مقومات قد لا يتوفر معظمها بالشكل المطلوب في رياضتنا، وأن بعض اتحادات الألعاب مقصرة جداً في إعداد أبطالها، لأنها لا تسعى للعمل الجاد لإعداد المواهب الصغيرة الكثيرة في مدارسنا وأنديتنا، وهذا ما يجب أن تركز عليه القيادة الرياضية لاحقاً حتى تتمكن من الوصول إلى الأولمبياد القادم بأعداد كبيرة من مواهبنا الرياضية الكثيرة، والتي تحتاج إلى «كشاف» يكتشفها ويدربها ويصقلها من خلال مراكز تدريبية واعدة ومجهزة بكل الأدوات والوسائل اللازمة للتفوق الرياضي اللازم حتى تتمكن من الوصول إلى الهدف المنشود في صناعة البطل الأولمبي التي كانت أحد أهداف رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا عندما كان سباحاً وقيادياً في اتحاد السباحة من خلال المركز الوطني الأولمبي للسباحة الذي أغلق منذ فترة طويلة ولم نعد نسمع بوجوده، وكذلك الأمر في الملاكمة والمصارعة وألعاب القوى والجمباز وبقية الألعاب التي غاب أبطالها حتى عن المنافسات المحلية.
وقد لا يغيب عن صانعي رياضتنا أن الوصول إلى الأولمبياد يحتاج إلى أموال كثيرة وجهد وتعب، والأهم من هذا وذاك وجود العمل الصادق والجهد المضاعف الغائبين للأسف عن معظم كوادرنا الرياضية التي تتخذ من موقعها القيادي لـ«البروظة» وليس لإعداد المواهب!.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أما آن الأوان لمحاسبتهم عن تقصيرهم في أهم مسؤولية لهم وهي إعداد المواهب الرياضية؟