تجسس الكيان الصهيوني قديم قدم نشأة هذا الكيان الذي لم يوفر صديقاً ولا عدوا ولا أقرب المقربين إليه من أشراره التجسسية ولا حتى الولايات المتحدة الأمريكية الراعية والداعمة الأساسية له.
وفضيحة الجاسوس بولارد المعروفة خير دليل على ذلك، وتأتي اليوم فضيحة بيغاسوس الإسرائيلية لتكمل هذا التاريخ الأسود من مسلسل التجسس الإسرائيلي المتواصل.
ضجيج الفضيحة يسمع في مختلف أرجاء الساحات الدولية ويقلق كثير من رؤساء وشخصيات بارزة في دول العالم وفي مقدمة هؤلاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اضطر لتغيير هاتفه ورقمه بعد ورود اسمه في قائمة من اخترقت بيغاسوس هواتفهم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الرئيس ماكرون طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت توضيحات بشأن برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” (Pegasus) وأضافت: إن ماكرون عبر لبينيت عن استيائه من الأمر وطلب التأكد من أن “تل أبيب” تأخذ موضوع بيغاسوس على محمل الجد.
تشديد ماكرون على الجدية في الأمر يوحي بشكوك تساوره، بأن قيادة الكيان ستراوغ وتناور ولن تتخذ أي إجراء في الموضوع ولن تغير طبعها وطباعها في المضي باستخدام التجسس كجزء من سياسة الكيان الصهيوني الرسمية والدائمة ولذلك كان مضحكاً رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على الطلب الفرنسي أن التجسس حدث قبل توليه منصبه وكأن الشركة المصنعة لبرامج التجسس تنتج وتبيع هذه البرامج من دون علم الحكومات الإسرائيلية!
لاقت هذه الفضيحة المجلجلة تنديداً أممياً ودولياً عارماً ومازالت الحكومة الفرنسية وغيرها من حكومات وجهات دولية في حالة صدمة جراء قرصنة أرقام هواتف في العديد من دول العالم بهدف القيام بعمليات تجسس ضد سياسيين وحقوقيين وإعلاميين عبر برنامج بيغاسوس الإسرائيلي فضلاً عن أن دولاً استخدمت البرنامج المذكور للتجسس على ماكرون وشخصيات فرنسية أخرى وبات التجسس ظاهرة متنامية بين دول العالم ما يحدث اضطراباً في العلاقات الدولية يزيد من الخلافات والنزاعات.
هذه واحدة من جرائم الكيان الصهيوني الخطيرة على المستوى العالمي وهناك جرائم أخرى لا تعد ولا تحصى في المنطقة أقلها التخطيط وتنفيذ الاغتيالات في صفوف القادة الفلسطينيين وقادة ومسؤولين وعلماء في محور المقاومة.