الشباب السوري
حققت دول كثيرة نهضتها وتطورها العلمي والاقتصادي باعتمادها على العنصر البشري وكيفية الاستثمار السليم لمقوماته، من مبدأ؛ إنّ أنجح استثمار هو الاستثمار البشري، فعندما تمتلك الكوادر البشرية الخبيرة والمسلّحة بآخر الطرز العلمية والتكنولوجية فإن مسيرة العمل والتنمية والنجاح حليف رئيس ومحقّق بلا أي شك.
لسنا هنا في وارد الشرح حول أهمية الكادر البشري فهذا من البدهيات، ولا شك أن الحكومات تحاول جاهدة بذل ما يمكن لها من صرفيات وخطط لتهيئة كوادر على درجة عالية من التقنية والاحترافية، لكن ما يهم في هذه العجالة هنا هو كيف نستطيع الاستثمار الصحيح، وهل ننمّي المواهب والمبادرات ومن يحس في ذاته أن هناك ما يلزم للرعاية والاهتمام وبصورة أعم وأشمل لدينا كوادر بشرية لا تحتاج سوى اهتمام وتنمية لمواهبها، ولا ضير أن تقدّم الجمعيات الأهلية والخيرية والمنظمات دورها في تقديم المساعدات ومقومات الدعم، لإبقاء الجميع متكئاً على ما تقدمه مؤسسات الدولة بالرغم من أهمية دورها وما تقدمه من دعم كبير في جلّ القطاعات التي تعنى بجيل الشباب.
فتشوا عن الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على قلب المعادلات وتسجيل إنجازات ليس على صعيد الوطن بل على مسرح الساحات العالمية، فشبابنا اليوم برع وحقق تطورات يشار إليها بالبنان, نشأ في جو داعم للإبداع وخلق الحلول نظراً للتحديات الخطيرة، وما أكثر السوريين الذين كان لهم نصيب وافر في سجلات العلم وتحقيق قفزات جيدة على صعيد الساحة الدولية.
المؤسسات والجمعيات المعنية وغير المعنية وبالأخص جهات القطاع الخاص كلهم مطالبون بمد يد العون والرعاية لأصحاب المواهب، وأولئك الذين إذا تم دعمهم يستطيعون الوصول إلى العالمية من أوسع أبوابها, بلدنا يستحق منا أن نعمل ونرعى كل المواهب لكي تبدع وتعطي وتنتج وتترك بصمات في مختلف الصعد، إننا شعب محبٌّ للعمل والإنتاج وتحقيق الانتصارات، شعب تحمّل الكثير وصنع معجزات كبيرة، أبناؤه جيل يتطلع للغد بكل اقتدار وفخر، والأولوية الرعاية والدعم بمختلف أشكاله.