تمثيلية صهيونية أخرى

وصف المجمع الكنسي العام لكنيسة «المسيح» في الهند “إسرائيل” بدولة الفصل العنصري وهي أول طائفة دينية أمريكية تصف الكيان الصهيوني بهذا الوصف.

وطالبت الكنسية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف كل أشكال المساعدات العسكرية الأمريكية لـ”إسرائيل”.

وأدانت قيادة «يونيون كاربايد» القمع الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين، ودعت «حكومة الولايات المتحدة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني».. وشجبت كنيسة “المسيح” سلوكيات “إسرائيل” التي أضرت وألحقت بالفلسطينيين الكثير من الأذى على مدى العقود الماضية بسبب الدعم غير محدود من الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض.. وخاصة في حرب «إسرائيل» الرابعة على غزة أيار الماضي.

وتوقع موقع «مونديوز»، الذي تناول الحدث، أن قرار مجلس اتحاد الكنائس العالمي هو الضربة الأولى، ولن تكون الأخيرة.

وبذلك يتعرض اللوبي الصهيوني في أمريكا لضربة ثانية خلال فترة قصيرة بعد تهديد شركة «بن آند جيري» الأمريكية بوقف منتجاتها للمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية».. انتهى الخبر.

ما نريد قوله والإشارة إليه أنه بعد كل هذا الصلف والتعجرف والغلو من الصهاينة تجاه شعوب العالم والمنطقة العربية خاصة.. يظهر تيار جارف متعاطف مع الحقوق الفلسطينية، وهذا جميل ومحمود لكن يجب ألا نعول عليه كثيراً ونعيش بالأوهام والعسل لأن مسرحيات كهذه ظاهرها مع القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وباطنها تبييض وتلميع صورة الكيان الصهيوني ليس إلا.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا في هذا التوقيت؟ ألا يندرج هذا التعاطف ضمن خانة تلميع صورة الكيان الصهيوني داخل “بيتهم”.. واليهود ذاتهم ومن ثم مع المتعاطفين معهم وما أكثرهم في هذه الظروف بالغة الحساسية والدقة.. عبر تمثيل مشاهد محسوبة بالقلم والمسطرة، للوصول إلى نتائج مدروسة بعد هذه المقدمات لإعادة تسويق الكيان الصهيوني من جديد إقليمياً ودولياً.. وعلى وجه الدقة بعد العدوان الرابع على غزة وصمودها الأسطوري.

واللافت في بيان كنسية «المسيح» إعلان توقفها عن بيع المنتجات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.. وهي تعلم أنه لا يؤثر كثيراً، ولكن المراد والهدف البعيد أن تخلق تعاطفاً معها خاصة في الأسواق العربية البكر والواعدة.. مستغلة الدعاية ضد الكيان الصهيوني لفتح أسواق جديدة في العالمين العربي والإسلامي.

لاشك أن بيان كنيسة «المسيح» كمن يخلط السم بالحليب.. يُراد منه تبييض وجه الكيان الصهيوني، واللوبي الصهيوني في أمريكا بعد عقود من الانحياز المطلق للكيان الصهيوني، ولاسيما بعد إنجاز الكثير مما يسمى «صفقة القرن».. وتساقط بعض العربان في فخ التطبيع مع كيان الاحتلال.

ولكن السؤال المشروع: لماذا؟ وما السبب الرئيس الذي دفع ويدفع طائفة دينية أمريكية بهذا الزخم لوصف «إسرائيل» بالفصل العنصري؟.

هل لأن الخطط الأمريكية- الصهيونية أمست مكشوفة؟ وخاصة «صفقة القرن».. أم وجود صفقة أخرى بديلة تُطبخ على نار هادئة ليأكلها بعض العربان كما التطبيعات المجانية التي عقدوها في تراجيديا التسابق نحو حضن الكيان الصهيوني من دون مبرر.

لا يبقى في الختام إلا القول: إن سياسة التسويف والخداع وتغيير الأقنعة التي يجملها المبضع الصهيوني بين الفينة والأخرى في الوجه العالمي باتت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، قد يحقق الصهاينة مكاسب على صعيد الصوت والصورة والخدع التمثيلية التي تجيدها الماكينة الصهيونية.. ولا يهم إن كان الحاصل مسرحية أم لا.. رغم ثقتنا الأكيدة بحتمية الإعداد والتنفيذ الصهيوني.. ولكن متغيرات الميدان تشي بحقائق كثيرة وكبيرة ومتناقضة لما يسوقون.

لذا محور المقاومة حاضر وجاهز ولا يمانع خوض المعارك الضرورية وحسب الساحات المحتملة.. ولا ينتظر هكذا مسرحيات معدة مسبقاً في غرف العمليات الغربية وبإشراف “اللوبيات” الصهيونية.. وهذا لا ينطلي إلا على بعض ممالك الرمال التي تعتبر الكيان الصهيوني «صديقاً» في الوقت الذي تعادي فيه أشقاءها أصحاب الأرض المحتلة.. وجيرانها بحجج واهية.. لتبرير زيادة التطبيع مستقبلاً مع هذا الكيان الغاصب المحتل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار