لقطات أدبية
1
درجت العادة على أن تسلط الصحافة الضوء على الأدباء حين رحيلهم، أما أن تفعل ذلك وهم أحياء، ودون مناسبة فنادراً ما تفعل. إلاّ أن رئيس التحرير الجديد لصحيفة الأسبوع الأدبي الزميل والشاعر توفيق أحمد، دأب منذ توليه رئاستها منذ أشهر قليلة، يوسع دائرة الضوء على إنجازات الأدباء والنقاد والباحثين، زملائه أعضاء اتحاد الكتّاب، فيقدم لمحة عن شخصيتهم الإبداعية وملامح من شخصيتهم الإنسانية يمزجهما بروح شاعر محب، مذكراً بلوحة نشاطهم المتنوعة، إصدارات، ومشاركات في مؤتمرات، ونشر أبحاث في مجلات محكمة. بعض تلك الأسماء غفل عنها الإعلام وبخاصة في الصحيفة نفسها، ونزعم أن بعضهم وبعضهن من خارج عضوية الاتحاد.
2
نفتقد غالباً تبني مبدع في مجال ما لمبدع آخر من جيله أو من جيل يليه، رغم أننا لا نعدم ذلك بالمطلق، فقد عرف وسط إنتاج الدراما التلفزيونية بعض الشلل، وإن كانت محكومة ببعض الشروط لأن أعضاءها لا يشكلون منافسة لبعضهم بعضاً بالمطلق. لكن المقصود أن يروّج ممثل لزميل له لدى شركة إنتاج تطلبه، أو يشيد به في حوار صحفي، أو يزكي شاعر ما زميلاً له للمشاركة في مهرجان يعتذر هو عن المشاركة، أو يرافقه في المهرجان ذاته. أو يشيد روائي برواية زميل له، ربما كان الروائي والناقد نبيل سليمان وحده، من مضى خلال تجربته الإبداعية بهذه المبادرة الجميلة، يحتفي في مقالاته بالروايات الأولى لكاتبيها، ومن أجيال مختلفة.
3
يتباهى بعض الذين ينتجون أعمالاً فنية، مرئية كانت أو أدبية، أن أعمالهم تُعرض في دول عدة، أو أن كتبهم أو نصوصهم، ترجمت للغات غير اللغة العربية، وأن ذلك يؤكد جودة أعمالهم، دون أن يوضّحوا لنا كيف يعني ذلك تأكيداً لجودة ما أنتجوه.!
فننبه إلى أن الكتب الرديئة تجول أيضاً معارض الكتب العربية، لكن ذلك لم يمنحها غير القيمة التجارية. كما أن ترجمة الأدب ليست ذات معيارية حتى التي تترجم للعربية، فكلنا قرأ كتباً لا تستحق الترجمة ولا الإنفاق عليها، لكننا وقعنا في فخ خديعة أو غفلة ما، حتى لو كان الكتاب هدية. كما أننا شاهدنا أفلاماً مترجمة، هي والتفاهة صنوان. فمعظم الأفلام السينمائية تشارك في مهرجانات عدة، فلو أن قيمتها الإبداعية هي التي تؤهلها لذلك، فلماذا لا يعود غير المتقن منها متأبطاً جائزة ما؟!