يد واحدة لا تصفق
ترك تعيين المدرب الوطني نزار محروس ارتياحاً كبيراً لدى الجمهور الرياضي بشكل عام والكروي بشكل خاص، لما يملكه من مؤهلات تدريبية عالية المستوى قد تؤهله لمتابعة مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، مما لاشك فيه أن هذا القرار ولو جاء متأخراً كثيراً إلا أنه جاء بمكانه بعد المنعكسات السلبية التي تركها المدرب التونسي السابق نبيل معلول خلال تدريبه المنتخب والذي لم يقدم له المطلوب وخاصة في مباراته مع المنتخب الصيني .
ولعل وجود المحروس في تدريب المنتخب قد يسهم بالفعل في تحسين الأداء والمستوى، وخاصة أن هناك مبادرات إيجابية قدمت لأعضاء المنتخب، منها تأمين سفرهم بالمجان من بعض شركات الطيران المحلية ، وكذلك اختيار الأردن كأرض بديلة عن أرضنا، نتيجة الحصار الغربي الظالم على رياضتنا بمنعها اللعب على ملاعبها كونها الأقرب لمنتخبنا، ومن أجوائها المناخية، وإذا ما أضفنا الوعود بإقامة معسكرات تدريبية محلية وخارجية ، والسعي لمباريات ودية ودعوة لاعبينا المغتربين المحترفين في الأندية الأوروبية إلى المنتخب، فهذه كلها منعكسات إيجابية قد تساهم في الوصول إلى الهدف المنشود بأن نشاهد منتخبنا في المونديال القادم .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل بالفعل اتحاد الكرة سيكون متعاوناً مع المدرب محروس ويقدم له كل ما طلبه من أمور فنية بحتة، أهمها الملعب التدريبي المثالي المناسب، وتأمين المباريات التجريبية مع منتخبات قوية قبل أن نلتقي منتخبات مجموعتنا القوية إيران والإمارات وكوريا الجنوبية والعراق ولبنان ؟
و مقولة “يد واحدة لا تصفق” تنطبق على مرحلة الإعداد القادمة وخاصة أنه لم يعد يبقى أمام الدخول في امتحان مرحلة التصفيات القادمة إلا القليل لأن المدرب لوحده غير قادر على تحقيق المطلوب بمفرده ولابد من التعاون الصادق من كل المسؤولين عن المنتخب ، وتأمين الأجواء الإيجابية التي تساهم من رفع جهوزية اللاعبين ودخولهم أجواء المباريات أكثر أماناً وثقة لتحقيق الفوز وحلم الجماهير الكروية بالتأهل إلى المونديال القادم.