من بيت الشعب
كما انتظر العالم أيام ٢٠ و٢٦ من أيار الماضي ليرى إعجاز السوريين ومفاجآتهم انتظر ذات العالم يوم القسم في ١٧ تموز الجاري ليرى ماذا يقول قائد هذا الشعب العظيم الذي أذهل الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء..
نعم لقد ضبط العالم بوصلته على توقيت دمشق واستنفرت غرف العمليات ومختبرات صناعة القرار لما سوف يقوله قائد سورية فكان كاملاً شاملاً عابراً للقارات، بعث برسائل محلية وإقليمية ودولية لنظام أردوغان العثماني وأحلام أجداده وللميليشيا الانفصالية التي تحتمي بالولايات المتحدة وإلى القوات المحتلة ومصيرها الانسحاب ليلاً تجر ذيول الخيبة والهزيمة إن فشلت المساعي الدبلوماسية..
كان خطاب الانتصار ليس انفعالياً ولم يكن تهديداً وإنما يمد يديه إلى الجميع، كان يوم النصر السوري يوماً استثنائياً وعظيماً..
خطاب مبدئي ثابت لا يتغير في الصوت ولا في النبرة.. خطاب واقعي رسم سبل الحل بعيداً عن العاطفية والانفعالية.. خطاب علمي حلل الواقع على أسس علمية ورسم معالم ٧ سنوات قادمة..
خطاب العبور بسورية القوية نحو المستقبل ويوم مفتاحي لكل السوريين وبداية مرحلة جديدة .
خطاب القسم مناسبة تدل على سقوط كل الرهانات التي راهن عليها العدو.. خطاب القسم صفعة لكل المغرضين والأعداء والأحلاف والتحالفات التي حاولت تفتيت سورية..
خطاب القسم من عاصمة الإنسان، عاصمة الدنيا، عاصمة الحضارة، انتصار على المجرمين والإرهابيين والخونة.. وعفو لمن غرر به.
خطاب يشرع الأبواب ولا يغلقها.. خطاب ركز على القيم والمصطلحات والأخلاق وعلى الشهداء وأسرهم.. خطاب ركز على المعلمين لأنهم ركن أساسي في بناء الإنسان المؤمن الأخلاقي..
كما خاطب الرئيس الأسد السوريين بعد الفوز بالانتخابات بالقول (في كل استحقاق وطني سواء كان هذا الاستحقاق دفاعاً بالسلاح أو بالرأي أو بالعمل أو استحقاقاً دستورياً.. الشعب السوري دائماً يضع تعريفه الخاص لمعنى الوطنية).
يخاطبهم قائدهم في كلمته خلال مراسم أدائه اليمين الدستورية لولاية جديدة أمام أعضاء مجلس الشعب بالقول: (أيها الشعب الصامد أحييكم تحية الوطن الراسخ في زمن السقوط الشامخ في زمن التهافت والخنوع تحية الشعب الذي حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد وجسد الانتماء في أسمى معانيه والوحدة الوطنية بأبهى صورها وأثبت للعالم من جديد أن قدر سورية أن تمنح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها كل من يريد أن يتزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية الحقيقية فقد برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني خلال الحرب أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب, ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين وكانت وقفتكم بالنسبة لكل عدو صدمة ولكل خائن عبرة فقد أرادوها فوضى تحرق وطننا فكان أن خرج من رحم انتظامكم للدفاع عن الوطن ترياق يبطل زيفانهم ويعوض أهدافهم).
وأضاف الأسد: (أرادوا تقسيم البلاد فأطلق الشعب رصاصة الرحمة على مشاريعهم بوحدته). وأكد الرئيس الأسد (من يهزم الإنسان يربح الحرب).. وأشار أن (العلاقة بيني وبينكم هي منهج للأجيال المقبلة).. وأوضح الرئيس الأسد (قوة الدولة لا يمكن أن تأتي إلا من داخل الوطن وبين وضعنا نصب أعيننا تحرير ما تبقى من أرضنا من الإرهابيين ورعاتهم الأتراك والأمريكيين).
وقال الرئيس الأسد: (الوعي للشعب الوطني هو حضننا الذي يزيل الغشاوة عن العيون عندما ننظر لمستقبلنا).. وأكد (حققنا معاً المعادلة الوطنية فنحن شعب غني بتنوعه لكنه متجانس بقوامه متنوع بأفكاره وتوجهاته).
وأشار السيد الأسد: (التمسك بسيادتنا وحقوقنا هو الذي أعطانا القدرة على فهم الخطط المعادية وتحديد مسارات العدوان). وأكد الرئيس الأسد: (تجربة الانتخابات أثبتت أن الشعب هو الذي يعطي الشرعية للدولة وأضاف (واجب الدولة في دعم أي مقاومة في سورية ضد المحتل) لافتاً إلى أن (الفضل يبقى لمن حفظ الأرض وسقاها بدمه والعرفان لمن رباه على حب الوطن).. وشدد الرئيس الأسد (أقرب القضايا إلينا هي قضية فلسطين والتزامنا بها ثابت لا تبدله الظروف) وأشار إلى (أن الوعي الشعبي هو حصننا والمعيار هو الذي نقيس بها مدى قدرتنا وقوتنا..))
وأضاف السيد الرئيس: (برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني أن الشعوب لا تهون عزيمتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة).
وأوضح (الوعي الشعبي هو حصنكم وهو حصننا وهو المعيار الذي نقيس به قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين الخيانة والوطنية وبين الثورة والإرهاب).
وقال (في المراحل الأولى كان رهان الأعداء على خوفنا من الإرهاب وتحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه).
وتوجه الرئيس الأسد إلى كل من غرر به وراهن على سقوط الوطن بأن يعود إليه ..
وبين (نحن شعب شرس في الدفاع عن كرامته) وأكد (استقرار المجتمع هو أول المسلمات) وقال (الأرض كالعرض لا يفرط بها ولا يساوم عليها).
وأشار الرئيس الأسد: (الرهانات سقطت وبقي الوطن)) وأوضح (عنوان المرحلة المقاومة زيادة الإنتاج) مضيفاً (التركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة) وأوضح الرئيس الأسد ((تحديث القوانين لتواكب الزمن وتلغي الاستثناءات وبين الحصار الفرصة الأكبر للتطوير بالاعتماد على الذات).
أثبت السوريون شعباً وقائداً موقعهم كما موقع أمهم سورية لا يمكن تجاوزها أو إجبارها أو القفز عليها فالوطن وطنهم والخيار خيارهم والقرار قرارهم.