النقل يهدد مستقبل الطلاب
مازالت أزمة النقل في محافظة اللاذقية تلقي بظلالها القاتمة على تفاصيل حياة الكثير من المواطنين، فهذه المشكلة قديمة جداً وبرغم مرور الزمن لم تلقَ الحلول المناسبة، وتحولت إلى مرض مزمن عصي على العلاج.
ويبدو أن أصحاب السرافيس هم أبطال القصة المتحكمون بالمشهد والذين يفرضون ما يريدون ويستطيع البعض منهم وبطرقهم الخاصة القفز على كل الإجراءات المتخذة من الجهات المعنية لحل مشكلة النقل.
فالبعض منهم يرى أن بيع مخصصاته من المازوت أربح له من تسيير مركبته، والربح يأتيه وهو جالس في بيته، ومن دون عناء العمل ودفع التكاليف على الإصلاح والزيت والإطارات وغيرها….، ضاربين عرض الحائط بمصير الركاب الذين ينتظرون الساعات الطوال للوصول إلى دوامهم أو منازلهم.
وكذلك الناس مضطرون للجلوس «كالمكدوس» في مقاعد بالكاد تتسع لثلاثة أشخاص، وكذلك مضطرون لسماع الأصوات العالية وللمطرب الذي يفرضه صاحب السرفيس، وأيضاً الشتائم والكلمات النابية التي يتبادلها بعض السائقين، وكذلك مضطرون لتحمل السرعات الزائدة ورعونة القيادة، وإذا تجرأ أحدهم واعترض يرمقونه بنظرة تعجب!!!، ويصرخون عليه «أخي إذا ما عجبك خود تكسي».
وفي أحيان كثيرة عندما يتأخر الوقت يفرض بعض أصحاب السرافيس معادلته السعرية بعدة أضعاف، والمواطن (بالع الموس على الحدين)، في حين أن الجهات المعنية تلقي باللوم على المواطن وأنه مازال بعيداً عن ثقافة الشكوى، بينما هذا المواطن المغلوب على أمره لا يريد الدخول في متاهات الشكوى ومزالقها، وخاصة أنه سمع قصصاً عديدة من الشكاوى التي خرج منها السائقون مثل « الشعرة من العجين»!
وفي اليوم الذي تلا قرار رفع سعر المازوت كان هناك سيل من الناس تنتظر ساعات وساعات الفرج، بينما كانت هناك أعداد قليلة من السرافيس وبعض باصات النقل الداخلي التي أتت لإنقاذ الموقف، فالعديد من أصحاب السرافيس توقفوا عن العمل بحجة أن التسعيرة الجديدة لم تصدر، والبعض الآخر فرض التسعيرة التي يريدها، وكانت النتيجة أن الكثير من الموظفين وطلاب الجامعات تقطعت بهم السبل وكان المشهد قاسياً خاصة على الطلاب الذين لم يستطيعوا الوصول لتقديم امتحاناتهم.
وأمام هذا الواقع يرى الكثير من الطلاب أن ارتفاع أسعار النقل سوف يهدد مستقبلهم، فالتكاليف للمناطق البعيدة التي تحتاج أكثر من سرفيس تصل إلى 2000 ليرة يومياً وإذا كان في المنزل أكثر من طالب فإن ميزانية الأب ستذهب للنقل فقط.
المسألة معقدة وتزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وإلى متى…؟