معاناة الطلبة في التنقلات ..!
الغالبية يتذكرون كيف أنقذ أحد عناصر شرطة المرور طالباً العام المنصرم من ضياع عام دراسي كامل، حين أوصله على دراجته النارية إلى المركز الامتحاني، فلاقى الفعل الإنساني التقدير والامتنان والشكر من الجميع، في ضوء أزمة نقل خانقة نعيشها داخل المدن وخارجها، وخاصة اتجاه الطلبة الذين تؤرقهم هذه المسألة أيام الامتحانات، والجهات المختلفة في هذا المجال تتقاذف المسؤوليات فيما بينها.
الطلبة هم الأكثر تضرراً من هذه الأزمة في هذه الفترة، حيث تبدأ الامتحانات الجامعية، وسبقتها امتحانات الشهادات الثانوية والتعليم الأساسي، وتالياً لا تقف المسألة عند تلك الحادثة للطالب، لأن الكثير قد يقع في المشكلة نفسها، حين لن يجدوا في ضوء تلك المعاناة وسيلة النقل لإيصالهم إلى المراكز الامتحانية أو قاعات الامتحانات في الوقت المناسب، وعندها قد تضيع عليهم سنة دراسية كاملة.
طلبتنا اليوم بحاجة لمن يشعر بواقعهم الصعب والمر على صعيد التنقلات وأجورها المرتفعة، من أماكن سكناهم إلى كلياتهم في الجامعات الحكومية المختلفة، أو الجامعات الخاصة التي تكوي الطلبة بأسعار التنقلات لديها أيضاً، مستغلة حاجتهم لتأمين النقل إلى أماكن تلك الجامعات البعيدة عن مراكز المدن.
أمام هذا الواقع الصعب، لماذا لم تبادر إدارات الجامعات في البحث عن السبل الكفيلة بتخفيف أعباء الانتظار على الطلبة من جهة، وكذلك تجاوز الحالة النفسية الصعبة التي يمرون بها، وهم ينتظرون الفرج في تأمين وسيلة النقل عامة أو خاصة، والأخيرة يتحكم أصحابها بالسعر كما يريدون.
حالة الترقب والقلق والانتظار من أجل الوصول للقاعات الامتحانية، أو المراكز الامتحانية لطلبة الشهادات في الوقت المناسب، تستدعي من القائمين البحث عن السبل الكفيلة بتخفيف الأعباء عن الطلبة.
صحيح أن معاناة النقل العامة، فرضتها الحرب على سورية، بحيث يمضي الفرد منا الكثير من الوقت للتنقل من بيته لمكان عمله بالنسبة للمؤسسات التي لا تتوافر لديها إمكانية نقل العاملين ، عدا التكلفة المادية جراء ذلك.
لكننا وفي واقع الطلبة والامتحانات الجامعية وما قبل الجامعية، ينبغي أن تقوم الجهات المعنية بالعمل على إيجاد آلية تساهم في تخفيف تلك المعاناة، وضمن حركة سير واضحة وبأوقات محددة، ليشعر الطلبة بالراحة النفسية التامة، قبل التوجه إلى القاعات الامتحانية، فهل يبادر المعنيون إلى تحقيق ذلك؟.