العطش والزراعة ..!
ما زال مسلسل المعاناة من النقص الحاد في مياه الشرب في العديد من مناطق ومدن محافظة اللاذقية مستمراً، وكنا قد كتبنا في زاوية سابقة عن هذه المعاناة ونعود اليوم لنؤكد بأن الأمر زاد سوءاً، حيث اشتكى الكثير من مواطني المحافظة في المدن والأرياف من عدم وصول مياه الشرب إلى خزانات منازلهم نتيجة التقنين الحاد بالمياه، ما اضطر الكثيرين لتأمين احتياجاتهم من المياه لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية من خلال صهاريج المياه من مصادر مختلفة، وبالتالي زادت الأوضاع المتفاقمة أكثر سوءاً، والتي باتت «أشبه بالشعرة التي ستقصم ظهر البعير» وكأن المواطن لا يكفيه المعاناة من ارتفاع الأسعار في كل المواد، ليشتري أيضاً مياه الشرب وبأسعار كاوية أيضاً.
ما جعل الأمر يزداد سوءاً هو تقنين الكهرباء الذي وصل إلى «ساعة واحدة وصل مقابل خمس ساعات قطع»، الذي أدى إلى أن الكثير من المنازل لا تصلها المياه، فجميع المنازل تعتمد على المضخات الكهربائية لإيصال المياه إلى الخزانات، وبالتالي ساعة واحدة من الكهرباء غير كافية، وفي كثير من الأحيان تكون فترة ضخ المياه لا تتناسب مع تزويد الكهرباء في الكثير من المناطق….
ويبدو أن الآثار السلبية لنقص المياه، ستطول المحاصيل الزراعية أيضاً إذا لم يتم تدارك موضوع التقنين الكهربائي بطريقة أو بأخرى، فقد بدأت الشكوى أيضاً لدى الكثير من المزارعين من نقص المياه وشح الينابيع والآبار المستخدمة في ري الأراضي الزراعية، وما يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً هو انقطاع الكهرباء ولفترات طويلة نهاراً ، ما يجعل من الصعب تأمين المياه اللازمة للسقاية، فأغلب الناس يعتمدون على المضخات الكهربائية في عملية الري وضخ مياه السقاية إلى الحقول.
وبالتالي فإن شح المياه الذي بدأ مبكراً جداً هذا العام ونحن مازلنا مع بدايات فصل الصيف والذي يتزامن مع شح بالكهرباء يهدد ويحاصر المحاصيل الزراعية المحاصرة أصلاً بالأسعار الكاوية لمستلزمات الإنتاج جراء الحصار الأمريكي الظالم.
ويتعشّم الكثيرون خيراً من زيارة الوفد الحكومي الأخيرة إلى محافظة اللاذقية لوضع حلول عاجلة لمسألة المياه والكهرباء، آملين أن تجري الرياح بما تشتهي السفن.